شددت السفارة الفرنسية في الرياض على أن زيارة وزير خارجية بلادها جان إيف لو دريان إلى الرياض تأتي في إطار الحوار السياسي الثنائي الوثيق والمستمرّ الذي تجريه فرنسا مع المملكة العربية السعودية في الرهانات الوطنية ذات المصلحة المشتركة وفي الوضع الإقليمي، مؤكدة في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أنها ستشكّل مناسبة لدرس الفرص المتاحة لتكثيف العلاقات الاقتصادية والثقافية الثنائية في إطار «رؤية 2030» وبرنامج التحول الوطني 2020. وأوضحت السفارة في بيانها أمس (الأربعاء) أن وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، بدأ زيارة رسمية إلى المملكة تستمر خلال الفترة من 15-16 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما سيجتمع بولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ونظيره في المملكة عادل الجبير. وأضافت أن لو دريان سيلقي اليوم (الخميس) خطاباً في منتدى مسك الدولي، وسيحيي في هذه المناسبة الشباب السعودي الذي وصفه بيان السفارة ب«القوّة الناشطة في المملكة». كما سيعرض وزير الخارجية الفرنسية خلال كلمته - بحسب البيان - الأسباب التي تدفع بلاده الدولة الصديقة للمملكة إلى تطوير شراكات وتبادلات مع الشباب بشكل خاص، وسيعرب كذلك عن أمل فرنسا باستقطاب أعداد متزايدة من الشبان والشابات السعوديين في الجامعات والمدارس الفرنسية الشهيرة، من أجل تطوير التعاون الثنائي الفرنسي - السعودي في مجال الابتكار والتقدم التكنولوجي. وكشف البيان أن وزير أوروبا والشؤون الخارجية سيشارك كذلك بحضور شخصيات سياسية سعودية كبرى، ورجال أعمال، في إطلاق سلسلة جديدة من المواد الغذائية تعتمد على دواجن من نوعية خاصة «فيت فور لايف»، وستقدّم هذه المنتجات الجديدة، وهي نتيجة أبحاث استغرقت أشهر عدّة، قامت بها عائلة المنتج وشركة «دو» الفرنسية، ضمانات إلى المستهلك السعودي حول نوعية هذه اللحوم الغذائية والصحية. وأكدت السفارة في بيانها على أن زيارة الوزير لو دريان إلى المملكة تسهم في دعم العلاقات المشتركة بين فرنسا والمملكة وتؤكد على حيويتها، لافتة إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر أول شريك تجاري لفرنسا في المنطقة. وعن التعاون في القطاع الاقتصادي بين المملكة وفرنسا أوضحت السفارة الفرنسية في الرياض أنه «في عام 2015 ازدادت الصادرات الفرنسية إلى المملكة بنسبة ستة في المئة، لتبلغ أكثر من 3 بلايين يورو في حين تجاوزت الواردات الفرنسية 5 بلايين يورو. وتواصل حجم التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا واستمر في الاتجاه ذاته خلال عام 2016، إذ بلغ إجمالي حجم الصادرات والواردات الفرنسية إلى المملكة حوالى8 بلايين يورو، وهناك أكثر من 80 شركة فرنسية تعمل في المملكة العربية السعودية». وأشارت السفارة في بيانها إلى أن «تلك الشركات توظف نحو 28 ألف شخص، منهم 10 آلاف سعودي، بما يعادل 36 في المئة من نسبة السعودة لديها»، لافتة إلى أنه بموازاة ذلك تعمل 24 شركة سعودية في فرنسا، إذ توّظف نحو 3 آلاف و200 شخص، وتحقَق أرباحاً تضاهي 350 مليون يورو. وعن حجم الاستثمارات الفرنسية في السعودية أوضحت السفارة في بيانها أن «فرنسا تشارك في الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة العربية السعودية، والتي تبلغ نحو 15 بليون يورو، إذ تعتبر فرنسا ثالث أكبر مستثمر أجنبي في المملكة». وعن حجم استثمارات المملكة في فرنسا كشف البيان أن «إجمالي الاستثمارات السعودية في فرنسا يبلغ بليون يورو باستثناء الاستثمارات العقارية ومحافظ الاستثمار». يذكر أن زيارة جان إيف لو دريان إلى المملكة تأتي بعد ستة أيام من زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى المملكة، الذي التقى خلالها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.