أعلن مسؤولون أكراد سوريون دعمهم لإعلان أميركا عزمها الإبقاء على قوة في سورية بعد القضاء على «داعش» مباشرة، وربط ذلك بإنجاز تسوية سياسية وتقدم مسار جنيف. وحض المسؤولون الأكراد واشنطن على تمديد فترة وجودهم من أجل مواجهة التدخلات الإيرانية والتركية في سورية. في موازاة ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن ست قاذفات بعيدة المدى قصفت أهدافاً ل «داعش» قرب بلدة البوكمال في دير الزور، موضحة أن القاذفات، وهي من طراز توبوليف-22 أم3، انطلقت من روسيا وحلقت فوق إيران والعراق لتنفيذ الضربة. يأتي ذلك فيما سقط قتلى وجرحى جراء قصف مكثف تعرضت له الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية لدمشق (للمزيد). وأعرب زعماء أكراد سوريون عن دعمهم لاستمرار قوات أميركية في سورية ما بعد «داعش». وقالت السياسية الكردية فوزة يوسف، إن أي دور للولايات المتحدة سيكون مهماً للمستقبل. وتابعت: «كان للولايات المتحدة الأميركية وقوات التحالف دور مهم في محاربة داعش، ومن أجل الوصول إلى تسوية سياسية عادلة ترضي جميع الأطراف نرى أن هناك حاجة إلى ضمانات دولية، ومن هنا قيام أميركا بدور الضامن في هذه الفترة يعتبر أمراً مهماً». كما رحب «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري، بدور أطول أمداً للقوات الأميركية في سورية، موضحاً أن الأميركيين عليهم أن يواصلوا الاضطلاع بدور حتى التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وقال شاهوز حسن الرئيس المشترك ل «حزب الاتحاد الديموقراطي»، إنه «من دون تحقيق حل سياسي للأزمة السورية واستمرار التدخل التركي والإيراني في سورية وبقاء مجموعات القاعدة في سورية، سيكون من الأفضل استمرار عمل التحالف الدولي». إلى ذلك، حددت «المفوضية العليا للانتخابات» التابعة ل «الإدارة الذاتية» الكردية أمس، الأول من كانون الثاني (يناير) موعداً لإجراء انتخابات المجالس المحلية في محافظات الحسكة والرقة وحلب، شمال وشرق سورية، في خطوة من شأنها إغضاب السلطات السورية وتركيا. وتأتي هذه الانتخابات لتطبيق «النظام الاتحادي الفيديرالي»، الذي أعلنت عنه «الإدارة الذاتية»، في آذار (مارس) من العام الماضي. تزامناً، قال مسؤولون في المعارضة السورية إن العميد طلال سلو، الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» أنشق عن القوات وفرّ إلى تركيا. وقال إبراهيم الإدلبي، وهو ناطق باسم «الجيش الحر»، إن سلو كان ينسق سراً مع قادة من «الجيش الحر» وعبر إلى الأراضي التركية بعدما دخل المناطق الواقعة تحت سيطرتهم فجر أمس. وأفاد «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بأنه «على علم بتقارير تفيد بانشقاق سلو... لكن ليست لديه تفاصيل أخرى في شأن وضعه الحالي». ولانشقاق سلو أهمية كبيرة بالنسبة لأنقرة، من خلال المعلومات العسكرية والأمنية التي يمتلكها، والخاصة بالقوات الكردية في المناطق التي تسيطر عليها شمال سورية، والمحاذية للحدود التركية. في نيويورك، تنتهي منتصف ليل اليوم الخميس ولاية لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية ما لم يتوصل مجلس الأمن إلى تسوية بين الموقفين الأميركي والروسي على مستقبل لجنة التحقيق، وهو ما دفع ديبلوماسيين في المجلس إلى توقع فيتو روسي جديد اليوم. وتمسك كل من الجانبين الأميركي والروسي حتى مساء أمس بطرح مشروع قرار يعبر عن وجهة نظر كل منهما في شأن صلاحيات لجنة التحقيق واستمراريتها، وهو ما شكل مؤشراً على غياب رؤية مشتركة بينهما قد يؤدي إلى انتهاء عمل اللجنة. وطرحت الولاياتالمتحدة أمس مشروع قرارها بنسخة معدلة ونص على تجديد عمل لجنة التحقيق عاماً إضافياً بصلاحياتها الحالية. وأكد مشروع القرار الأميركي «دعم عمل لجنة التحقيق» ونتائج التحقيق الذي توصلت إليه بأن الحكومة السورية مسؤولة عن شن هجوم خان شيخون، فضلاً عن مسؤولية «داعش» عن هجوم كيماوي آخر. في المقابل، ينص مشروع القرار الروسي على تمديد ولاية لجنة التحقيق عاماً إضافياً، على أن تعيد فتح التحقيق في هجوم خان شيخون من خلال القيام بزيارة ميدانية إلى موقع الهجوم «في أسرع وقت».