حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة من أي تدخل استباقي في سورية، مؤكداً أن بلاده «سترد في شكل مناسب ومكافئ» على الاستفزازات الأميركية ضد الجيش السوري. وشدد لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل على أن بعض المسؤولين الأميركيين «لديهم أفكار سلبية عن روسيا تؤثر في قرارات واشنطن». وأبدى تفاؤلاً بانعقاد محادثات «آستانة» الأسبوع المقبل «بدعم دولي كبير» (للمزيد). وجاءت التحذيرات الروسية مع إعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن دمشق استجابت للتهديدات الأميركية ولن تستخدم أسلحة كيماوية، موضحاً للصحافيين: «يبدو أنهم (السوريين) أخذوا التحذير على محمل الجد... لم يفعلوها». لكنه حذر في المقابل من أن تهديد الأسلحة الكيماوية السوري «أكبر من أي موقع واحد». وتابع: «أعتقد أن برنامج الأسد الكيماوي يتجاوز مطاراً واحداً». وتفتح تصريحات ماتيس ولافروف الباب أمام مواصلة التحضير لاجتماعات «آستانة» في 4 و5 تموز (يوليو) المقبل. وبدا أن أميركا وتركيا قد تتواجهان في ملف أكراد سورية ودورهم بعد استعادة الرقة من «داعش». وتوجه المبعوث الأميركي الخاص ل «التحالف الدولي» ضد «داعش»، بريت ماكغورك، إلى الرقة للقاء مسؤولين وعناصر من «وحدات حماية الشعب الكردية» و «قوات سورية الديموقراطية». وقال عمر علوش عضو «مجلس الرقة المدني»، إن المبعوث الدولي الخاص التقى المجلس ل «تأكيد الدعم له»، موضحاً أن ماكغورك التقى بهم في عين عيسى. وقال علوش إن ماكغورك ومسؤولين آخرين في التحالف، من بينهم نائب القائد العسكري للتحالف الميجر جنرال روبرت جونز، تعهدوا تقديم مساعدات في مجال البنية الأساسية لكن لم يبحث حجم الأموال المتاحة. وقال متطوعون في المجلس ل «رويترز»، إنهم أبلغوا التحالف أن استعادة إمدادات الكهرباء والمياه والطرق والمدارس ستكلف نحو عشرة ملايين دولار سنوياً. وأفادت مصادر كردية بأن ماكغورك قال خلال اللقاء إن تنفيذ تركيا أي هجوم على عفرين أو منطقة أخرى شمال سورية «سيكون بمثابة انقطاع آخر خيوط العلاقات الأميركية - التركية». وتُطالب تركيا بتغيير ماكغورك، متهمة إياه بدعم «حزب الاتحاد الديموقراطي». وقال شهود عيان ومصادر في المعارضة، إن حشوداً عسكرية تركية ضخمة دخلت أمس محيط مدينة مارع شمال سورية. وأوضحوا أن نحو 700 آلية دخلت من الأراضي التركية من طريق معبر باب السلامة الحدودي مروراً بمدينة أعزاز، وتمركزت في قواعد عسكرية بمحيط مدينة مارع. وقال القائد العام ل «فرقة السلطان مراد» التابعة ل «لجيش السوري الحر» القريب من تركيا لموقع «سمارت» الإخباري المعارض، إن «من حق الفصائل استرجاع قرى وبلدات سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردية بالقوة... لا سيما بعد فشل المساعي السلمية». وتابع: «لا توجد مشكلة إن تقاطعت المصالح التركية مع مصالح فصائل الحر». وسبق أن أعلنت تركيا نيتها «تطهير» شريطها الحدودي» مع سورية من «تنظيم داعش» و «الوحدات الكردية» التي تصنفها على لائحة الإرهاب. والتقى وزير الدفاع التركي فكري إيشيق أمس، نظيره الأميركي ماتيس للبحث في آخر المستجدات الميدانية في سورية والعراق على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسيل. وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية بخصوص اللقاء، أنّ مسألة دعم واشنطن «حزب الاتحاد الديموقراطي» وجناحه العسكري، ستكون أهم بنود المحادثات بين الوزيرين. إلى ذلك، يواجه التحقيق الدولي في استخدام السلاح الكيماوي في حادثة خان شيخون عقبات سياسية متصاعدة بسبب الانقسام الروسي الغربي في مجلس الأمن، في وقت اتهم ديبلوماسي غربي في المجلس روسيا بالسعي إلى «تعطيل» عمل لجنة التحقيق الدولية التي يفترض أن تحدد الجهات التي استخدمت هذا السلاح، عملاً بتفويض حصلت عليه من مجلس الأمن ذاته. وفيما كان مقرراً أن تقدم لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية تقريراً إلى مجلس الأمن أمس حول استعداداتها للتحقيق في حادثة خان شيخون، استبعد ديبلوماسيون أن تتمكن اللجنة من «تقديم أي تقرير ذي معنى، ويتجاوز تعداد الخطوات الإجرائية التي تقوم بها اللجنة» في ضوء الصعوبات السياسية التي تعيق عملها.