أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بعد استقباله نظيره اللبناني جبران باسيل في مقر الخارجية في لندن، «حرص بريطانيا على استقرار لبنان وإبعاده عن أي تصفية حسابات إقليمية». وكان جونسون عبّر في بيان الأحد الماضي عن موقف بريطانيا لجهة «احترام سيادة لبنان واستقلاله واستقراره»، داعياً إلى «عودة الرئيس سعد الحريري من دون المزيد من التأخير». وكان باسيل انتقل من باريس إلى لندن في إطار جولته الأوروبية لتحريك ملف الأزمة الحكومية في لبنان على خلفية تقديم رئيس الحكومة الحريري استقالته من الرياض ورد الحريري السبب في حينه، أي قبل 12 يوماً، إلى «تطاول إيران على مفاصل الدولة في لبنان» ولأنه «لمس ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياته». وأكد باسيل، وفق مكتبه الإعلامي «أولوية عودة الرئيس الحريري إلى لبنان، حيث سيجد من رئيس الجمهورية ميشال عون الاصغاء العميق لكل العناصر والملفات التي قد يرغب في إثارتها»، مشدداً على «وجوب عدم تفويت فرصة استكمال ما تحقق حتى الآن في لبنان والتأثير سلباً في المسار الواعد الذي بدأ منذ سنة وأثمر إنجازات عدة لمصلحة كل اللبنانيين». وشدد باسيل على أن «استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة وللعالم اجمع، لا سيما أن في لبنان تقاطعات وملفات حساسة، منها مثلاً قضية النزوح السوري التي ينبغي التنبه إليها وعدم جعلها عنصراً من عناصر عدم الاستقرار الذي لن يبقى محصوراً داخل الرقعة الجغرافية للبنان، سواء في ملف الهجرة غير الشرعية أو في ملف الإرهاب». والتقى باسيل وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، وتم البحث في العلاقات الثنائية، وأكد الطرفان، وفق بيان الخارجية اللبنانية، «الرغبة في تطويرها وتوسيعها في مختلف المجالات، وثمّن باسيل الدعم الذي توفره بريطانيا للجيش الذي يعتبر مدماكاً للأمن والاستقرار في لبنان». وانتقل باسيل إلى روما، حيث التقى نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو. وأكد في مؤتمر صحافي مشترك أن «هدفنا الحفاظ على استقرار لبنان المطلوب لاستقرار المنطقة وأوروبا». ورأى أنه «للأسف ما نواجهه أخيراً هو تهديد للمسار الإيجابي الذي كان لبنان يسلكه»، موضحاً أن «الوضع الطبيعي يقوم على الوفاق والوحدة الوطنية ونأمل بعلاقات جيدة مع جيراننا ومع جميع الدول العربية». وقال: «نحن في إيطاليا لشرح الموقف لشركائنا الأوروبيين وطلب دعمهم». وقال: «هدفنا حل الأزمة ثنائياً للعودة إلى الوضع الطبيعي، ومن الواضح أن أوروبا تقف مع المواثيق الدولية». واعتبر أنه «من غير الطبيعي أن يكون رئيس حكومتنا في وضع غير واضح، على رغم إعلانه نية العودة ولا سبب لعدم عودته إلى لبنان، والمواثيق الدولية تضمن له حرية التنقل وهذا شأن سيادي». وقال: «علينا التكلم مع الحريري بحرية ومناقشة طلباته والعمل معه على حلها». كما إلتقى باسيل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي إنتقل من الرياض الى الفاتيكان. ويتوجه باسيل غداً إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف.