يقوم اليوم البطريرك الماروني بشارة الراعي بزيارة إلى الرياض تستغرق 24 ساعة، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، إضافة إلى الجالية اللبنانية. وتأتي الزيارة التي أجمع الجانبان اللبناني والسعودي على وصفها ب «التاريخية» واعتبارها «من أهم الزيارات الرسمية»، تلبية لدعوة وجهها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد إلى البطريرك الراعي وسلّمه إياها القائم بأعمال السفارة السعودية لدى لبنان الوزير المفوض وليد بخاري قبل أسبوعين في بكركي، على أن يرافقه في الزيارة رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر والناطق الإعلامي في البطريركية وليد غياض ووفد إعلامي. وأمل الراعي خلال عظة الأحد في كنيسة مار تقلا المُعاد بناؤها في بلدة دقون (قضاء عاليه) بأن «يعود الرئيس الحريري وأن نستعيد حياتنا الوطنية من أجل الاستقرار والكرامة والسيادة والسلم الأهلي». وحيّا «رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الذي علَّمنا في هذا الظرف الصّعب من حياتنا الوطنية بنتيجة استقالة الرئيس الحريري في شكل مفاجئ وغير طبيعي، كيف نواجه أزمات الحياة برويّة وتأنٍ وصبر وتشاور، علَّمنا أنه لا يجوز في الملمّات الصغيرة والكبيرة أن نأخذ قراراً على عجل أو على ردة فعل». وتمنى أن «تُصاغ وحدتنا الوطنية من جديد وأن تتشدّد روابطها، من خلال المشاورات التي يقوم بها الرئيس عون. وفي الواقع، فإن كل اللبنانيين على اختلافهم ينادون بصوت واحد من أجل عودة رئيس الحكومة وانطلاق الحياة الوطنية من جديد». واعتبر أن «اللبنانيين وإن مرّوا في ظروف صعبة، يعرفون كيف يستعيدون بوحدتهم مسيرتهم الوطنية من جديد». وقال: «نعيش والوجوم بادٍ على وجوهنا جميعاً. وآلمتنا هذه المفاجأة التي تمثلت بتقديم رئيس الحكومة استقالته في الشكل المفاجئ من السعودية، وكل الشعب لا يعرف ما هو المصير. هذا يشكل حزناً في القلب وجميعنا يتطلع إلى عودته إلى لبنان، لأن من غير الممكن أن يسلم لبنان إذا كان هناك أحد ما موجوع فيه». وحيّا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان على «حكمته وتهدئة الأمور، وكل الإرادات الطيبة، وهذه علامة بأن اللبنانيين يودّون فعلاً الانطلاق إلى الأمام، وكنا جميعنا مرتاحين لمسيرة الدولة». ودعا إلى «الصلاة للخروج من النفق المظلم، وكل نفق له نهاية، وأملنا كبير جداً بأنه بعناية الله، ستنجلي هذه القضية على خير». وشدّد على أن «مصالحة الجبل مبنية على الإيمان، وهكذا اللبنانيون وفي كل مرة كانوا يصلون إلى شفير الهاوية واستطاعوا بإيمانهم وثباتهم ووحدتهم العودة من جديد، هذه ثقافتنا وحضارتنا ورسالتنا». وأكد أن «لا خوف أمام الملمات والصعوبات». باسيل يلتقي ماكرون غداً ويجول أوروبياً لشرح ملابسات استقالة الحريري يقوم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل هذا الأسبوع بجولة أوروبية لبحث أزمة استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، يبدأها غداً من فرنسا حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «لبحث الأزمة»، بحسب بيان صدر مساء أول من أمس عن قصر الإليزيه. وأكد البيان أن «ماكرون قال للرئيس اللبناني ميشال عون في اتصال هاتفي إنه ينبغي للزعماء اللبنانيين أن يتمتعوا بحرية التنقل». وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية أنه «في إطار الحملة الديبلوماسية التي أطلقها لبنان لشرح ملابسات عرض الاستقالة من خارج لبنان والظروف الملتبسة التي حصلت فيها والهادفة إلى المطالبة بوجوب احترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي ترعى العلاقات الديبلوماسية والتي تمنح الحصانة المطلقة لمسؤولي الدول السياديين وتضمن حركتهم وحرية الحركة والتعبير وتمنع أي مس بحقوقهم البديهية، أجرى الوزير باسيل في الأيام الماضية سلسلة اتصالات بوزراء خارجية عدد من الدول الصديقة ومسؤولين دوليين». ولفت البيان إلى أن باسيل «أوضح في الاتصالات الأسباب التي أدت إلى اعتبار الاستقالة غير مقبولة». وطالب بحسب البيان ب «القيام بالاتصالات كافة، لمساعدة لبنان من أجل تأمين العودة السريعة لرئيس الحكومة إلى بلده توفيراً للظروف السياسية والدستورية والشخصية التي تسمح له باتخاذ القرار الذي يراه مناسباً». وشدد باسيل في اتصالاته «على تقيّد لبنان الدائم بالشرائع الدولية كافة واحترام الاتفاقيات والقرارات الدولية والأعراف الديبلوماسية، وعلى رأسها ميثاق جامعة الدول العربية الذي لا يرضى من خلاله لبنان أن يتم التدخل في شأن أي دولة عربية، ومن باب الأولى عدم الاعتداء عليها، تماماً كما يطالب بعدم التدخّل بشؤونه الداخلية والاعتداء على حريته وسيادته واستقلاله وكرامته ووحدته». وعبَّر عن «حرص لبنان على الحفاظ على أفضل العلاقات الدولية وخصوصاً العربية منها». وأكد البيان أن باسيل «يواصل إجراء الاتّصالات كافة في الأيام المقبلة ويقوم بزيارة عدة دول لهذه الغاية».