بدأ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل جولة أوروبية أمس لبحث أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، استهلها من بروكسيل ثم انتقل إلى باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت شدد رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب خلال جلسة مساءلة لحكومته أمام البرلمان على «ضرورة أن يتمكن الحريري من العودة بحرية إلى لبنان لتوضيح وضعه طبقاً للدستور»، موضحاً أن «إعلان استقالته من السعودية فتح الباب أمام مرحلة من الشكوك، لا بد من إنهائها سريعاً». وقال باسيل في مؤتمر صحافي في السفارة الفرنسية: «التقيت الرئيس الفرنسي بناء لاتفاق بينه وبين الرئيس ميشال عون وأشكره على المبادرة التي قام بها تجاه لبنان حول هذا الوضع غير الطبيعي وأظهر أنه قائد سياسي مميَّز يستطيع أخذ مبادرات تتعلّق بالحقوق السياسية، ومصير الشعوب، الحريات العامة والمبادئ التي ترعى العلاقات بين الدول». وأضاف: «أكدنا أن لبنان يريد أن يكون قراره حراً ويسمِع سياسته الداخلية والخارجية بإرادة شعبه وحكامه المنتخبين من شعبه ولبنان يريد أن يعيش بسلام مع جواره ومنطقته ومع جواره الأوروبي». وأكد أن «لبنان لا يصدّر إرهاباً ولا عنفاً ولا يرسل مشاكل إلى الدول الأخرى ولا يتدّخل في شؤونها ويسعى إلى أن يعيش بسلام مع نفسه ومحيطه وهذه السياسة الخارجية التي تعتمدها الحكومة ونريد أن نتعاون فيها مع الدول الصديقة لتثبيتها على أساس سياسة خارجية مستقلّة».ولفت إلى أن «فرنسا أكدت دعمها لبنان واستقراره وسيادته واستقلاله وحرصها الكبير على الحفاظ عليه ومنع أي عمل يمس الاستقرار». وقال: «نحن وفرنسا بانتظار عودة الرئيس الحريري إلى بلده لنخرج من هذا الوضع غير الطبيعي حيث رئيس حكومة لبنان الذي يمثّل كل اللبنانيين الذين يبدون تمسّكهم بأن يعود إلى بلده وفق الأصول الدستورية ويقوم بحرية بكل ما يريده ومن هنا نفتح مرحلة جديدة من البحث عن الحلول لأي مشكلة تعترضنا إن كانت هواجس موجودة لدى اللبنانيين وإن كانت في حلول لها أو بالمسار الدستوري الذي علينا اعتماده لتعود الحياة السياسية إلى انتظامها في لبنان بعيداً من الفراغ والفوضى السياسية التي تخلق فوضى من نوع آخر». ولفت إلى أن «فرنسا أبدت دعمها في هذا الخصوص واستعدادها للقيام بكل ما يلزم للوقوف إلى جانب لبنان واتفقنا أن نتابع الأمر بكل الأطر الممكنة ولبنان مصر في هذه المرحلة على الإطار الثنائي من العلاقات الطيبة بين لبنان والمملكة العربية السعودية التي تسمح لنا أن نجد حلاً للمشكلة وتكون بعودة الحريري». وكانت الممثّلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغريني دعت خلال لقائها باسيل في بروكسيل إلى «ضرورة تأمين عودة الرئيس الحريري وعائلته إلى لبنان في الأيام المقبلة ما يساهم في تدعيم الاستقرار الدّاخلي وتقوية الوحدة الوطنية»، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية. وشدّد باسيل في دردشة مع وفد إعلامي رافقه إلى بروكسيل على أن «استقالة الحريري غير مستوفية الشروط لا من صاحبها ولا من رئيس الجمهورية، ولا كلام في أي ملف آخر قبل فك الشلل أي إلى حين عودة الحريري». ولفت إلى أن «كل ما يُهدَّد به لبنان من فراغ حكومي وسياسي أو عقوبات لن يصيب اللبنانيين وحدهم بل إن مليوني لاجئ ونازح سيتحوَّلون مشكلة لمحيط لبنان وصولاً إلى أوروبا».