تسلم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بمكتبه في صنعاء أمس من سفراء ثلاث دول خليجية هي السعودية وقطر وعمان مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن استئناف الحوار في الرياض بين كافة الأطراف السياسية في اليمن. ورحبت صنعاء بالمبادرة، فيما اشترطت المعارضة أن يكون اجتماع الرياض مخصصاً لبحث نقطة واحدة وهي كيفية انتقال السلطة من قبل الرئيس إلى نائبه أو إلى أي شخص يختاره . وأكد الرئيس صالح ترحيبه بالوساطة الخليجية، مشيراً إلى الأواصر والروابط الأخوية الوثيقة التي تربط اليمن بدول مجلس التعاون. وجدد حرصه على "الحوار الجاد والبناء لتجاور الأزمة الراهنة وتداعياتها"، معتبراً أن "أمن اليمن واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار أشقائه في منطقة الخليج والجزيرة العربية". وكان نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد استقبل مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، والممثل المقيم للأمم المتحدة في صنعاء، مشيراً إلى أن الرئيس صالح "تواصل هاتفياً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأطلعه على مجمل المستجدات". وتظاهر مئات الآلاف بمحافظة تعز أمس للمطالبة برحيل النظام، حيث جاب المتظاهرون شوارع تعز دون وقوع مواجهات مع قوات الأمن. ووقعت صدامات بين أنصار المعارضة ومؤيدي حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وشهدت المحافظة عصياناً مدنياً هو الأول من نوعه؛ حيث أغلق نحو 95% من المحلات التجارية أبوابها منذ الصباح، وكذلك معظم المرافق والمقار الحكومية. وفي عدن أصيبت الحياة العامة بالشلل التام نتيجة قيام متظاهرين بقطع عدد من طرقاتها الرئيسة احتجاجاً على اعتقال قوات الأمن المركزي لثمانية من شباب الثورة السلمية ونقلهم لسجن إدارة البحث الجنائي بالمدينة. وفي مديرية خورمكسر فرقت قوات الأمن بالقوة مظاهرة للعشرات من طلاب جامعة عدن، انطلقت من كلية الطب باتجاه ديوان رئاسة الجامعة بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع. وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات الأمن المركزي المتمركزة بالقرب من جولة الثقافة أطلقت الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المظاهرة الطلابية، وهو ما تسبب في إصابة عدد منهم بحالات اختناق نقلوا على إثرها لمستشفى الجمهورية لتلقي الإسعافات الأولية واللازمة.