بدا أن ظاهرة «التجمعات» تلقي بظلالها على بعض الجهات الحكومية ومنسوبي التربية والتعليم خصوصاً، فبعد أسبوع واحد فقط من تجمع معلمات محو الأمية في عدد من مناطق السعودية، نظم أمس عدد من معلمي محو الأمية في مدارس جدة تجمعاً أمام مقر مكتب الخدمة المدنية في المحافظة مطالبين أن يشمل قرار التثبيت وظائفهم التعليمية. واحتشد أمس السبت أكثر من 40 معلماً من مدارس محو الأمية التابعة لتعليم جدة أمام مكتب الخدمة المدنية، مطالبين بأن يشملهم قرار التثبيت الذي قضت به الأوامر الملكية الأخيرة. وأكد أحد المعلمين المتجمعين (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» أن تجمعهم يهدف إلى إيصال أصواتهم إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أنهم سئموا الانتظار والوعود بتثبيتهم، التي امتدت عبر سنوات طويلة من دون أن يتحقق منها شيء، ولافتاً إلى أنهم سيستمرون في تجمعاتهم حتى تلبى مطالبهم. وأوضح إلى أن الدعوة لعقد التجمع بدأت منذ فوجئنا بعدم تثبيتنا في وظائفنا في قرار مخالف تماماً لما أمرت به التوجيهات الملكية، التي قضت بضرورة تثبيت كل العاملين على بند الأجور ومن هم في مرتبتهم، ملمحاً إلى أنهم سيحاولون الوصول إلى هدفهم الذي تجمعوا من أجله، وهو «حق مكتسب لنا لا مراء فيه» بحسب وصفه. أما زميله المعلم يوسف سعيد فشدد في حديث إلى «الحياة» على أن القرار واضح وواجب إنفاذه، لكن هناك من عطله، وأخر في تنفيذه»، ملمحاً إلى أن «تجمعهم لا بد وأن يجد صدىً عند المسؤولين خصوصاً وهم يعلمون مدى المعاناة التي نعاني منها طوال كل السنوات الماضية. ولفت إلى أن معاناة معلمي محو الأمية وقضية تثبيتهم ليست وليدة اليوم، ولكنها كانت تعيش في أنفسهم سنوات عدة، وهم يشاهدون أقرانهم من المعلمين ينعمون بميزات ومكافآت ليس بإمكانهم الحصول عليها، مؤكداً «أن فرحتنا عند سماعنا خبر التثبيت اغتيلت بعد أن فاجأتنا إدارتنا بأنه لا يشملنا». وكان تجمع معلمي محو الأمية بدأ صباح أمس السبت في حدود الثامنة، وعمدوا فيه إلى رفع بعض العبارات واللافتات التي تطالب بمنحهم حقوقهم الوظيفية في التثبيت.