نحن في زمن تفشي الإعلام الفاسد والإشاعات والفضائح والقيل والقال، لم يعد دور بعض وسائل الإعلام السعي لنقل الحقائق والوقائع كما كان في «سالف العصر والأوان»، بل ليس ثمة وازع ديني أو أخلاقي يردع هذا النوع من الإعلام عن إشاعة الفحش، أو إفشاء الأخبار المسمومة والتهم الملفقة، ولا أريد أن أكون سوداوياً أو معمماً للمسألة، فهناك إعلام نزيه وأخلاقي يستحق أن نحترمه ونقدره. الصنف الأول الذي ذكرته فهو للأسف إما أنه يخدم أجندة سياسية محضة، أو أجندة سياسية ثقافية وفكرية وأخلاقية، فهناك قنوات فضائية ظهرت لخدمة غايات محددة، وتستهدف دولاً أو مذاهب، هدفها التشويش على الرأي العام العالمي، وتوجيه السهام المسمومة على مدى الهواء الطلق لغايات دنيئة بدافع التشفي والانتقام، بتأجيج النعرات والعداوات والثارات، وتكريس الطائفية والحزبية، وعلى رغم ما تمارسه هذه القنوات لتغطي سوءاتها، وتبرير أعمالها السوداء من تضليل وخداع ودعوى الاستقلالية والحيادية والنزاهة والشفافية العالية والمهنية في الطرح، والواقعية في معايشة الحدث، فإن مصيرها دوماً الانكشاف والفضيحة، (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، من هذه القنوات، قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية، وقناتا «المنار» اللبنانيتان التابعتان لحزب الله، و«الإتجاه» العراقية، وهي وجدت لخدمة أطماع طائفية ومذهبية في المنطقة، ولتحقيق غايات معروفة، بمحاولات جادة لتعكير الصفو، والاصطياد في الماء العكر، والتواطؤ الآثم بنشر الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة، وإدارة الحوارات الساذجة التي تزكم من روائحها الأنوف لما تتضمنه من نزوات دفينة ومصالح طائفية سياسية وحزبية مشينة لا تمت للتنافس الشريف أو المهنية الإعلامية النزيهة بصلة. قناة العالم خصوصاً اشتغلت سابقاً بنشر أكاذيب كثيرة حول العمليات العسكرية ضد المعتدين الحوثيين، واتهام السعودية بدعم التطرف في العراق، والآن تمارس هذه القنوات الثلاث مجتمعة كعادتها استهداف المملكة، طبعاً باختلاق أحداث وأكاذيب تتعلق بالأحداث الجارية في البحرين، في محاولات لئيمة لذر الرماد في العيون والزج باسم المملكة في الأحداث، بينما الكل يعرف من هم المتورطون في دعم الإرهاب وتأجيج الصراع الطائفي في العراق منذ الحرب، وفي اليمن، والآن في البحرين؟! لا تفتأ هذه القنوات عن البحث بأي وسيلة عن أي شيء يمكن أن يدين المملكة أو يسيء إليها ولو كان بأمر مفتعل لا يمت للحقيقة بصلة، ويبدو أن هذا من الركائز والدعائم التي قامت عليها، فعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر ما قامت به إحدى هذه القنوات قبل فترة بطرح برنامج حواري بعنوان «أمة واحدة»، إذ خصصت بعض حلقاتها للبحث في «السلفية الوهابية في المملكة»، على حد تعبيرها، في محاولة آثمة للربط بين حركات الإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي، وبين دعوة ومنهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب، يرحمه الله، ولو كان الأمر مثلما ينظر له بعض الخونة ممن لا يقدّرون الأمن والاستقرار ورغد العيش الذي يعيشه الجميع بسبب تمسك هذه البلاد المباركة بأهداب التوحيد والشريعة الغراء، ويأتي لينعق عبر أبواق قناة العالم وغيرها المشبوهة، لكان شعب المملكة أكثر شعوب الأرض تطرفاً وعنفاً، ولما كانت المملكة اليوم في مقدم الدول الأكثر أمناً وسكينة واستقراراً على الإطلاق، بينما الهرج والمرج والفتن تموج من حولها، ويأبى الله إلا أن تكون هذه البلاد المباركة شامخة ومنصورة، يأتيها رزقها رغداً من كل مكان طالما أنها متمسكة بهذا الدين، على رغم تربص العدو وتخاذل الخائن. لذا فإن أقل واجب على الإنسان هو بيان مكر القنوات المتربصة والتحذير من شرها وآثارها السلبية على العقيدة والفكر وغض الطرف عن مشاهدة سوءاتها، والتعفف عن الاستماع لها، لأنهم (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون). [email protected]