تستأنف الهيئات الشبابية الداعية لإسقاط النظام الطائفي في لبنان مسيراتها لتحقيق هدفها، وتنطلق اليوم تظاهرة من امام مبنى المتحف الوطني باتجاه المجلس النيابي في قلب بيروت، تستوحي عبرها من ذكرى الحرب الاهلية. وخلال مؤتمر صحافي عقدوه امس امام المتحف، رفع الناشطون لافتة كبيرة كتب عليها: «من اجل اسقاط النظام الطائفي وجميع رموزه». وتلت احدى الناشطات بياناً استعادت فيه ذكرى الحرب الاهلية التي تصادف الاربعاء المقبل، وقالت: «سقط (في الحرب) مئتا ألف شهيد وشهيدة، خطف ما يقارب عشرين الفاً ولم يعرف عنهم شيئاً... سرقت بيوت وجامعات ومدارس ودمرت مرافئ ومطارات ومؤسسات... تغيرت ملامح وطننا وتقطّعت أوصاله وبقي النظام». وأضافت: «حمل كثر الأبناء وهاجروا، وبقي النظام. شبابنا وشاباتنا يستخدمون شهاداتهم مسودات يخطون عليها احلامهم لتأتي البطالة والمحسوبية فتمحوها... طبعاً، في ظل النظام الطائفي كفاءتك وجدارتك تقاسان نسبة الى ما هو مكتوب في الخانة السادسة من اخراج قيدك! مذهبك». وتابعت: «مللنا الفواتير الدموية. نحن اليوم خارجون عن الاصطفافات لا 8 ولا 14، بل مواطنون ومواطنات ضاقت بهم الحروب وضاقوا بها، شباب ضاق به شبابه وضاقت به الحياة». ودعت «كل عائلة في لبنان الى ان تنزل لتحفظ مستقبل اولادها. كما ندعو كل ام مفقود الى ان تشارك معنا لكشف الحقيقة وإنزال العقوبة بكل من أخذ منك ولدك. ننادي كل اخ شهيد ان ينزل الى الساحة لمنع القتل على الهوية، ننزل كي لا يقتل أخ لأحد مرة ثانية. نصرخ لكل ذوي الحاجات الخاصة ان يأتوا كي لا يصاب الوطن كله بشلل مميت. نتوجه لكل مثقف ان يكون معنا كي لا تصبح معايير الثقافة في بلادنا ادنى من معايير التغذية برغيف خبزنا. هذا هو الحلم، الامل، الهدف». وأكدت «رفض تكرار الحرب الاهلية بأي شكل من الأشكال»، وكذلك «سلمية حراكنا في كل الظروف، مستنكرين اي حادثة اعتداء على اي من المشاركين، لا سيما الاعلاميين والصحافيين». وأطلق ناشط آخر نداء جاء فيه: «نرفض الحروب الاهلية والاقتتال الطائفي والترهيب السياسي التي مزقت اوصال الوطن بخاصة منذ 13 نيسان 1975... اننا في ظل اصطفافات طائفية تداورت على الحكم وفرضت اولويات لا تمت بصلة الى حاجات الناس الصحية والتربوية والمعيشية... الاهم يريدوننا فقراء كي نبقى بحاجة اليهم والى مؤسساتهم وآليات نظامهم الاستغلالية، ولأنهم يسيّسون ويطيّفون مطالبنا المحقة بالعيش الكريم والحياة السعيدة كي لا تمس مصالحهم والنظام الذي يحميهم ويعيدهم الى السلطة كل مرة. يدعون الى السلم في العلن ويمجدون الحرب في سرهم، ومجلس النواب هذا عاجز عن التشريع لا ينتج إلا ازمات وانقسامات داخلية ومرتهن لزعامات يحركها الخارج. نريد دستوراً قائماً على المساواة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والعلمانية يوافق عليه اللبنانيون ولا يسقط عليهم... نستطيع تحقيق كل ذلك عبر الاستمرار في حراكنا الشعبي، اللاعنفي، ولن نحيد عن سلميته مهما حصل. لذا ندعوكم للمشاركة في بناء لبنان جديد، للمشاركة في اسقاط النظام الطائفي وجميع رموزه، نحو دولة مدنية علمانية ديموقراطية».