من أجمل ما قرأت للساخر الإنكليزي برنارد شو قوله إن العقلاني الوحيد الذي يعرفه هو الخياط، فهو من يأخذ مقاساته الجديدة في كل مرة يقابله في حين أن البقية يعاملونه وفق مقاساته القديمة التي ولا بد قد شابها الكثير من التغيير. ومن هذا المنطلق أزعم أن الكاتب الرياضي يمر خلال فترته المهنية بمقاسات عدة، فهو يبدأ أولاً مزهواً بصورته التي سيشاهدها الأحباب والأصحاب، ثم يخوض مرحلة الاستعراض اللغوي المليئة بالمفردات (المتثاقفة) كي يلفت نظر الجمهور، وعندما تتعرف عليه بعض الجماهير يجد نفسه منقاداً إلى مزيد من الارتماء في أحضان التعصب مسحوراً بالإشادات الإنترنتية المعتادة على شاكلة (لقد ألجمتهم... لا فض فوك يا بطل) إلى أن يصل الكاتب مرتبة الشرف العظمى وهي لقب الكاتب الأول للنادي الفلاني. والحق قليلون جداً من استطاعوا الخروج من هذه العباءة المزخرفة ونادرون جداً من غيروا هذا المقاس حتى الوصول لمرحلة التحرر الكتابي التام من قيد الجماهير ورؤساء الأندية وأعضاء الشرف وفي ظني المتواضع أن الكاتب الأخير هو فقط من يستحق مسمى ناقد رياضي. إذاً التغير نحو الأفضل سنة حسنة من سنن الحياة، ومحاولة الكاتب قول رأيه بصراحة بعيداً عن الوصاية لكائن من كان هي الدرجة الأرقى في سلم النقد النزيه... ولا بأس القول - كاستهلال شخصي استثنائي - في أولى مقالاتي في صحيفة (الحياة) بأنني أحد من حاولوا الخروج من عباءة الجماهير ولا ادعي أبداً أنني نجحت ... بيد أني دفعت ضريبة غضب بعض الجماهير التي روج لها (بمساعدة صحافية لوجستية) بأن هناك تحولاً في مبادئ الكاتب منذ ظهوره في (خط الستة) وهو قول باطل جملة ولكنه بحاجة إلى وقفة من تفصيل. فأما الاتجاه نحو حيادية أعلى قليلاً فنعم وما زلت أطمح في المزيد (وكل حر في مقاسات ثوبه)، وأما المبادئ وتقلباتها فهذه أتركها للعارفين جيداً ببواطن البيت الصحافي والزمن كفيل بتعرية ما خفي على الناس لكي يدرك الجميع من هم فعلاً الذين انقلبوا على كل مبدأ! من هنا وهناك - الرجل الطيب سليمان أبا الخيل رئيس التعاون وعضو الاتحاد السعودي السابق يرى أن حديث ( من شذّ شذّ في النار) ينطبق والعياذ بالله على العبد الفقير لأنه اختلف مع الثلاثة الآخرين في قضية نجران والتعاون وكان بودي لو سألته: هل كانت اجتماعات لجنتك وطريقة التصويت تدار بهذا الحديث؟! - وبمناسبة نجران والتعاون أتساءل: أي فيفا سألوها ؟! فالفيفا التي نعرفها تشجع الاحتراف وتعاقب المنتقل إلى هاو بعدم اللعب لمدة ثلاثين يوماً ولا تفرق في ذلك بين الباقي في ناديه والمنتقل إلى ناد آخر! - الرجل الخلوق منصور البلوي رشح في حوار له الأخ (الفضولي والثرثار) فراس التركي في إدارته القادمة ولأني أعرف تماماً رأي منصور في فراس قبل أسبوعين فقط (حفلة اعتزال جميل) لا أستبعد أبداً عودة الصنيع والجستنية إلى إدارته من جديد! - بالمناسبة أيضاً فقد كشفت قضية فراس عن مركزية لوائح رعاية الشباب التي لا تستطيع فيها إدارات الفروع والمناطق من البت في أسهل المسائل حتى لو كانت اللائحة واضحة وضوح الشمس! [email protected]