تسيّد الفن والفنانون في الآونة الأخيرة البرامج الفضائية، لكن على رغم أن الفن في مصر يكرر ضيوفه، إلا أن خبرتهم الكبيرة في هذا المجال، مكنتهم من تلوين نجومهم الذين يستضيفونهم. وفي زاوية غير مكررة من جانب الاستنساخ، تطل الإعلامية المصرية سالي شاهين في لقائها الأخير من برنامج «ده كلام»، الذي يعرض على قناة «أوسنط المصرية، مع المطربة الشعبية أمينة، إذ باتت الأخيرة من أبرز النجوم والوجوه المرغوبة تلفزيونياً، إلا أنها لم تمل من تلوين شخصيتها بحذق وتلقائية شديدتين. أما عن محتوى البرنامج فكان «كلام ستات»، دردشة وأسئلة أشبه بالجلسات النفسية التحليلية، إلا أنه لم يكن مملاً كما يحدث في بعض البرامج الترفيهية الأخرى، إذ أدت عملها كمذيعة وصحافية في آن واحد، كما استطاعت أن تمحور الحلقة إلى ثلاثة جوانب بإيجابية مطلقة، وقسمت البرنامج إلى فني حين دعت نجمتها إلى الغناء، ثم تطرقت إلى مواضيع شتى، أبرزها الطلاق والزواج، وحب الشباب، وحين كاد الحوار أن يتحول إلى دراماتيكي، أخذت ضيفتها إلى الترفيه، وعلى رغم ما تميزت به نصائح أمينة من تلقائية وعفوية وبساطة، إلا أنها وبكل بساطة نالت حقها في الإجابات كحق من حقوق الضيف، ولم تقاطعها المذيعة إلا بمعدل أقرب إلى وصف «الاعتدال». ويتميز البرنامج بالأريحية، وبقدر تسليط الضوء على الضيف وإعطائه حقة، نالت المذيعة أيضاً حقها الأكبر في الوصف والقبول، أما كيف «تنشل المرأة على الرجل وتجيب راسه؟)، فكان سؤالاً مستفيضاً، لربما قلب الشاشة إلى وجه المراهقين ليتعلموا من أمينة كيف تحصل المرأة على من يعجبها وتتزوجه. في حين سلطت الحلقة الضوء على الضيفة كمقلدة للفنانين من نوع بارز وثقيل، من دون التقليل من شأنهم، ولربما أعادت لمحمد منير وسميرة سعيد بريقهما من خلال ثوانٍ غنت لهما بحب. وعلى رغم أن برنامج «ده كلام» لم يكن جديداً في نوعه وفكرته، لكنه قدم محتوى كما يقال بالعامية «فيه روح». ونقلت سالي ببساطتها وعفويتها الرقي في الفكر، فحين سألت ضيفتها السؤال إياه، كادت الضيفة أن تنتقل لمحور الفتيات اللاتي يبحثن عن الرجال المتزوجين، إلا أنها في الوقت المناسب (المذيعة)، ألقت بصوتها ليتغير المحور إلى سؤالها المقصود، وحين تكون صاحبة البيت ذكية بما يكفي، لن تحول حوارها التلفزيوني إلى «حرب» تخرج منها بمانشيت عريض لجذب الجمهور فقط، وربما أنها شخصية سالي الحقيقية، لكنها حققت المعادلة المتوازنة من مسمى برنامجها «ده كلام» بجدارة، فلم تكن مجاملة، ولا محاربة، ولا جدلية بالوصف الذي يجعلها تهضم حق ضيفها. ومن تابع الحلقة الفائتة لهذا البرنامج، سيتوقع ربما الضيف الذي يليها، نظراً إلى تنقل الضيوف أنفسهم من برنامج إلى آخر، ولربما يكون مكرراً، إنما غير ممل. فهل ينجح البرنامج بضيف وروح مفاجئة للمتلقي، أم يستمر مرتكزاً على روح مذيعته؟