التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الكويت أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، كلاً على حدة، وبحث معهما في التحديات المتصاعدة في الشرق الأوسط. وبدأ شكري جولة عربية التقى خلالها ملك الأردن عبدالله الثاني وعاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى وأمير الكويت، على أن يستكمل جولاته بنقل رسائل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى قادة السعودية والإمارات وسلطنة عمان. وقال بيان لوزارة الخارجية في القاهرة إن شكري التقى أمس أمير الكويت والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد، للتشاور في أوضاع المنطقة وسبل تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المتزايدة. وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبوزيد بأن شكري أشاد بالعلاقات الأخوية والمتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين، والمواقف المقدرة التي تتخذها الكويت دائماً تجاه مصر. كما أكد شكري تقدير مصر جهود دولة الكويت على الساحة العربية، لتعزيز التضامن والتوافق العربي. وأضاف الناطق باسم الخارجية أن الوزير شكري بحث خلال اللقاء التطورات الأخيرة في المنطقة، وما تنطوي عليه من تصعيد يبعث على القلق، لاسيما عقب الاعتداء الصاروخي من جانب الحوثيين ضد الرياض، وتفجير أنبوب النفط البحريني، والتطورات السياسية على الساحة اللبنانية، الأمر الذي يقتضي تكثيف آليات التنسيق بين الدول العربية حفاظاً على الأمن القومي. وحرص شكري على نقل رؤية مصر وتقديرها للتعامل مع التحديات الراهنة، مؤكداً موقف مصر الداعي إلى حل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية. وذكر بيان الخارجية المصرية أن الشيخ صباح الأحمد استعرض مساعي الكويت من أجل الحفاظ على وحدة الصف العربي ومواجهة التحديات أمام الأمة العربية، مؤكداً محورية الدور المصري على صعيد العمل العربي المشترك باعتبارها دعامة رئيسة لأمن المنطقة العربية واستقرارها. كما تناول اللقاء المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، وفي مقدمها تطورات أزمة قطر، وتقييم الأوضاع في سورية والعراق واليمن وليبيا، حيث حرص الوزير شكري على إطلاع الجانب الكويتي على الجهود المصرية لبناء التوافق بين مختلف الأطراف الليبية. وقال الناطق باسم الخارجية إنه عقب لقاء الوزير شكري مع أمير الكويت، أجرى وزير الخارجية جلسة محادثات موسعة مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد «اتسمت بالتحليل المعمق وتبادل الرؤى في شأن مختلف التحديات التي تواجه المنطقة، وعكست اتساق مواقف الدولتين الداعية إلى ضرورة تعزيز آليات الحوار والتنسيق بين الدول العربية كأسلوب أمثل لحل الأزمات ومواجهة التحديات المشتركة». كما شملت المحادثات الإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد القادم. والتقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وعرضا الوضع الإقليمي وتطورات عدد من القضايا التي تكتسب أولوية خاصة على المستوى العربي حالياً. وقال الناطق الرسمي باسم الأمين العام الوزير المفوض محمود عفيفي في بيان، إن اللقاء تناول كيفية الحفاظ على أمن المنطقة العربية واستقرارها، خصوصاً في ظل تصاعد التحديات التي يواجهها عدد من الدول العربية واستمرار النزاعات المسلحة في كل من سورية وليبيا واليمن واتساع دائرة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية على نحو يمكن أن يؤثر في سيادتها ووحدتها الإقليمية. وأضاف أنه تم التشديد على أهمية العمل للحفاظ على الوحدة والتماسك الداخلي في مختلف الدول العربية، والوقوف أمام محاولات التدخل الخارجي، ومحاولة جسر الهوة في وجهات النظر بين الأطراف العربية. وأوضح الناطق أن أمير الكويت حرص على الإشارة في هذا الصدد إلى محورية دور الجامعة العربية خلال هذه المرحلة المهمة، مؤكداً مساندته ودعم دولة الكويت لعمل الأمين العام والجامعة وأهمية تفعيل دورها في التفاعل مع مختلف القضايا العربية ذات الأولوية. وأشاد الأمين العام بالدور الريادي الكبير الذي يلعبه الأمير ودولة الكويت في دعم العمل العربي المشترك. وأضاف الناطق الرسمي أن اللقاء شهد مناقشة أبعاد الاجتماع الوزاري الطارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية المقرر عقده الأحد المقبل، بناء على طلب المملكة العربية السعودية، للبحث في التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية. وكان وزير الخارجية المصري التقى مساء أول من أمس في المنامة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى. كما عقد جلسة محادثات موسعة مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبوزيد بأن الوزير شكري نقل تحيات الرئيس السيسي إلى الملك حمد بن عيسى، وأبلغه رسالة شفهية من الرئيس تتناول تقييم مصر للتطورات المتلاحقة في المنطقة وتأثيراتها في استقرار الدول العربية. وتطرقت محادثات شكري مع ملك البحرين إلى التطورات في لبنان واليمن والعراق وسورية وأزمة قطر، حيث تم تأكيد التمسك بالمطالب الثلاثة عشر، باعتبارها المعيار الذي يتم على أساسه قياس التغير في المواقف والسياسات القطرية السلبية تجاه دول المنطقة. وأشار الناطق باسم الخارجية إلى أن الوزير شكري أكد خلال المباحثات دعم مصر الكامل أمن واستقرار دولة البحرين الشقيقة وتضامن مصر معها، والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي العربي، وإدانة مصر جميع الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تستهدف أمن مملكة البحرين الشقيقة واستقرارها. وفي ما يتعلق بالوضع الإقليمي، أوضح شكري أنه انطلاقاً من دور ومسؤولية مصر الإقليمية، وحرصها على الأمن القومي العربي، فإنها تتطلع إلى المزيد من التنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات المحيطة بها، مشيراً إلى أهمية العمل على تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار. ونقلت الخارجية المصرية عن ملك البحرين إشادته بعمق ومتانة العلاقات البحرينية- المصرية، وما وصل إليه التعاون بين البلدين من مستويات مرضية. كما أعرب عن التقدير لمبادرة الرئيس المصري إيفاد وزير الخارجية إلى البحرين، وما تعكسه الزيارة من دعم وتضامن مع البحرين.