الأرجح أنّ تبني مصر مفهوم المجتمع الرقمي، يتطلَّب تشجيع صناعة المحتوى الرقمي بلغات متنوّعة. ويفترض أن يترافق ذلك مع تحقيق أعلى معايير الأمن المعلوماتي عبر تنفيذ استراتيجية وطنيّة لضمان الأمن الإلكتروني في البنية التحتيّة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تعطي الكلمات السابقة صورة مكثّفة عن الأجواء التي ترافق الاستعدادات المصريّة لانعقاد الدورة 21 لمعرض ومؤتمر «القاهرة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» («كايرو آي سي تي» Cairo ICT ). فبين 3 و7 كانون الأول (ديسمبر) 2017، يستضيف «مركز المؤتمرات والمعارض الدوليّة» («المنارة») زواراً من مصر والعالم العربي والقارة الأفريقية، يأتون للقاء ما يزيد على 400 شركة عالمية ومحلية في المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة. ويشمل ذلك أيضاً تقنيات الأقمار الاصطناعيّة، والمدفوعات الماليّة الإلكترونيّة، والدفاع والأمن والسلامة العامة، إضافة إلى المدن الذكيّة وغيرها. وتتوقّع مشاركة مئات الخبراء ورؤساء الشركات والمؤسّسات المشاركة في «كايرو آي سي تي» الذي يضمّ ثلاثة مسارات متوازية، إضافة إلى ورش عمل وعروض تقنية ولوجستيّة متنوّعة. خارج التوقّعات في وقت سابق، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي قاعة المؤتمرات وأرض المعارض الدوليّة («المنارة») التي تضم قاعتين على مساحة 350 متراً، زوّدتا بوسائل متقدّمة في الاتصالات. وتحتوي «المنارة» ثلاث قاعات للطعام ومرأب يستوعب 1000 سيارة وغرفة تحكم إلكتروني. وتضمّ «المنارة» أيضاً قاعة رئيسة تتسع لما يزيد على 1600 شخص، وقاعات فردية مزودة بخدمات الترجمة، وسينما لعرض أفلام ثلاثيّة الأبعاد، ومسرحاً لتقديم العروض الفنيّة مزوداً بأحدث أجهزة الإضاءة والعرض والديكور. وترتبط «المنارة» بكابل للبث المباشر مع التلفزيون المصري، بهدف نقل فعاليات «كايرو آي سي تي». وهناك رابط مماثل مع «مدينة الإنتاج الإعلامي». وتولي مصر اهتماماً كبيراً ل«كايرو آي سي تي». إذ لوحظ حرص الرئيس السيسي خلال الدورتين السابقتين على حضوره ولقاء صنّاع التكنولوجيا المتقدّمة فيه. وأشار أسامة كمال رئيس شركة «تريدفيرز» المنظّمِة للمعرض إلى أنّ شعار الدورة الجديدة هو «خارج التوقعات» الذي ينطبق على التقنيات والحلول المتطورة التي يتوقع أن تدهش جمهور المعرض ورواده. وتصادف أيضاً أن شبكة الخليوي التي تقدّم خدمات «الجيل الرابع»، تحمل الاسم عينه، وهي من الظواهر التي يتوقع أن تثير اهتماماً في «كايرو آي سي تي».