ولدت لطيفة بنت علية العرفاوي في الرابع عشر من شباط (فبراير) في حي منوبة في منطقة سيدي عمر في تونس، ونشأت بين 5 أشقاء وشقيقتين وهم لطفي وحسن ومختار ونور الدين وقيس ومنيرة ونعيمة. تحملت منذ فترة مبكرة من عمرها المسؤولية، وكانت على قدر كبير من الذكاء، وأكملت دراستها في مصر في المعهد العالي للموسيقى العربية، وحصلت على تقدير امتياز. ورصيد لطيفة وصل إلى 18 ألبوماً غنائياً إلى جانب فيلم «سكوت هنصور» ومسرحية «حكم الرعيان» ومسلسل تلفزيوني سيبصر النور في رمضان المقبل، ومئات الحفلات الغنائية والجوائز المهمة في حياتها. وصلت لطيفة إلى مصر عام 1983، والتقت للمرة الأولى مع موسيقي الأجيال محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي والشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد، واستكملت دراستها بالمعهد العالي للموسيقى العربية. أعجب عبدالوهاب كثيراً بصوت لطيفة ومن الجمل الشهيرة التي قالها: «بخّري صوتك يا لطيفة». إلا أن اللقاء الأول مع الشيخ سيد مكاوي وعمار الشريعي غيرا مجرى حياتها، وصنع شخصية مميزة لصوتها كمطربة. وكانت أول أغنية خاصة للطيفة هي «عندك شك ف إيه» من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان سيد مكاوي، وقد كان نجاح هذه الأغنية هو التعارف الحقيقي بين لطيفة والمستمع المصري، حتى إن مكاوي أصبح يغنيها بنفسه بعد أن حققت الأغنية نجاحاً لافتاً بصوت لطيفة، ثم غنت لطيفة من ألحان بليغ حمدي «مسا الجمال». وأعجب عمار الشريعي بصوت لطيفة، وأعجبت لطيفة بثقافة الشريعي الموسيقية الغزيرة، وظل الشريعي صديقاً للطيفة ومستمعاً جيداً لأعمالها مع سيد مكاوي وبليغ حمدي ومحمد الموجي وجمال سلامة وغيرهم، إلى أن اقترحت لطيفة على الشريعي أن يتعاونا فنياً معاً. وكان أول تعاون بينهما من خلال ألبوم «أكتر من روحي بحبك» كلمات عبدالوهاب محمد، ونجح الألبوم نجاحاً ساحقاً على مستوى المستمع المصري والعربي، واشتهرت أغاني «أوعى تغير»، «أكتر من روحي»، «بهدوء» من أغاني الألبوم. ويمثل هذا الألبوم نقلة نوعية للطيفة من ناحية الكلمات والألحان وشكل الأغنية، فبعد الغناء التطريبي الشرقي مع بليغ حمدي وسيد مكاوي أبرز عمار الشريعي بصوت لطيفة مساحة للغناء الرومنسي الكلاسيكي في «بحبك بدالك» و «سفر سفر»، وكانت بداية الأغنية القصيرة السريعة في هذا الوقت من خلال أغنية «أوعى تغير»، والتي أثارت كلماتها جدلاً واسعاً لأن الحبيبة تطلب من حبيبها ألا يغير عليها، وقد حققت الأغنية المصورة تلفزيونياً نجاحاً كبيراً للطيفة في ذلك الوقت، والذي كانت تذاع أغنية مثل «أوعى تغير» عشرات المرات في اليوم الواحد. وكانت لطيفة في تلك الفترة هي الأشهر والأنضج والأنجح فنياً على الساحة، وكان تألقها يزداد يوماً بعد يوم. وشهد الألبوم بداية انطلاق الأغاني المصورة تلفزيونياً من خلال أغنية «أوعى تغير» التي صورها المخرج جمال عبدالحميد. وظلت لطيفة في مدرسة عمار الشريعي، فتعاونت معه في ألبومين هما «بالعقل كده» والذي نجحت منه في شكل كبير أغانٍ مثل «اديني فرصة تانية» و «أصالحك وماله»، وألبوم «الغنوة» وكانت أغنية «الغنوة» هي فكرة يتم تناولها للمرة الأولى، وقدمت لطيفة المقامات والآلات الموسيقية التونسية في أغنية «نار» وأغنية «همسولي» . وجاء ألبوم «حبك هادي» ليكون نقطة تحول كبرى في مشوار لطيفة مع الغناء، فكان أول ألبوم للطيفة تتعامل فيه مع أربعة من شباب وكبار الملحنين دفعة واحدة وهم صلاح الشرنوبي وزياد الطويل وخالد الأمير وخليل مصطفى، ثم توالت أعمال لطيفة مع الملحنين الشباب مثل أحمد السنباطي وأمجد العطافي وصلاح الشرنوبي وزياد الطويل وخالد الأمير وحسن دنيا ومحمد ضياء في ألبومات مثل «أنا ماتنسيش» و «وأخيراً». تعاونت لطيفة مع كاظم في البداية من كلمات عبدالوهاب محمد في قصيدة «أهيم بتونس الخضراء»، ونجحت القصيدة في شكل كبير حتى أنها كانت تعتبر نشيداً وطنياً، وقصيدة «يا أردن الأجواد» من كلمات الشاعر العراقي كريم العراقي، في عام 1996 قدمت ألبوم «ماوحشتكش» الذي كان نقطة تحول في مشوارها، وكان الألبوم كلمات عبدالوهاب محمد لتعيش لطيفة نجاحاً جديداً. وفي ذلك الوقت أجمع الجمهور والنقاد على أن كاظم الساهر اكتشف طبقات بصوت لطيفة لم تستغل من قبل، وقدما مزجاً مميزاً بين الأصالة العراقية بجمله اللحنية وحلو الكلام المصري وجمال الصوت التونسي. وكان ألبوم «ماوحشتكش» على صعيد الألحان نقلة مهمة، حيث غنت لطيفة من الطبقة الدافئة المتوسطة من صوتها، وغنت للمرة الأولى الموال الشعبي في «يا سيدي مسي علينا»، والمقامات العراقية الممتلئة بالشجن في «حاسب»، والتي استخدمت للمرة الأولى من خلالها مقام «المخالف» العراقي وهذا المقام لا يعرفه إلا فرقة عراقية كان كل أعضائها من كفيفي البصر. وفي حزيران (يونيو) 1997 سافر كاظم ولطيفة إلى لندن للتحضير لحفلهم الشهير على المسرح العريق «ألبرت هول»، وطرحت الفنانة التونسية على كاظم أن يقدما أغنية وطنية للقدس لمناسبة حلول الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين، فرحب كاظم بالفكرة ووقع الاختيار على نزار قباني وكان حينه يرقد في سرير المرض في لندن، فالتقيا به كاظم ولطيفة وطرحا عليه الفكرة فرحب بها وأعاد صوغ قصيدة «القدس» لتتناسب مع الوضع العربي الراهن آنذاك. ثاني أعمال لطيفة مع نزار قباني قصيدة «دمشق»، وكانت مقاطع من قصيدتين لنزار قباني «أنا يا صديقتي متعب بعروبتي» و «ترصيع بالذهب على سيف دمشقي». ولعبت لطيفة بطولة الفيلم الغنائي الاستعراضي «سكوت هنصور» والذي كان أول تعاون لها مع السينما ويوسف شاهين، وغنت لطيفة في الفيلم أغنيتها الشهيرة «أنا المصري»، وتعاونت فيها مع الموسيقي عمر خيرت. ثم قدمت مسرحية جريئة جابت بها معظم الدول العربية وعرضتها في لبنان، وتعاونت فيها للمرة الأولى مع الرحابنة وتضمنت المسرحية 9 أغنيات وحملت اسم «حكم الرعيان». كما تعاونت مع زياد الرحباني خلال فترة وجودها في بيروت في ألبوم غنائي آخر شكل تجربة مهمة في حياتها. كما لها ألبومات سابقة كانت نقاط تحول في مشوارها الغنائي مثل «تلومني الدنيا» مع قصائد لنزار قباني، وألبوم «واضح» الذي تعاونت فيه مع الشاعر السعودي منصور الشادي، و «ما ترحش بعيد». وحصلت لطيفة على الكثير من الجوائز العربية.