ليبرفيل - ا ف ب - اعلن رئيس وزراء الغابون جان ايغي ندونغ الاثنين في برشلونة ان الرئيس الغابوني عمر بونغو اونديمبا "على قيد الحياة" نافيا بذلك اعلان وفاته مساء الاحد بباريس, واحتج على "المغالطات المتكررة" لوسائل اعلام فرنسية. وكان ندونغ قال مساء الاحد للتلفلزيون الوطني الغابوني انه "ليس علم" بوفاة الرئيس عمر بونغو اونديمبا. وقال ايغي ندونغ "فوجئت على غرار كثر من المواطنين لدى تبلغي عبر التلفزيون الفرنسي ان الرئيس الغابوني توفي". واضاف "ثمة اجراءات: اولا للرئيس عائلة وهذه العائلة تعرف ان في الغابون خلية حكم. واذا ما حصل هذا الوضع, اعتقد انه من واجب عائلة الرئيس ان تبلغني. وهذا لم يحصل حتى هذه اللحظة". وذكر بان بونغو "نقل الى مستشفى في برشلونة". وقال ان "لهذا المستشفى مسؤولين مؤهلين لابلاغ الجمهورية الغابونية ... وفي هذه اللحظة لم نتبلغ شيئا, وبالتالي لست على علم بوفاة الرئيس" بونغو. وقد اعلن موقع مجلة لوبوان الفرنسية الاسبوعية على الانترنت وفاة الرئيس بونغو. واكد النبأ لوكالة فرانس برس مصدر قريب من الحكومة الفرنسية, الا انه لم يؤكد رسميا في ليبرفيل او باريس. ورغم ذلك, اقفرت ليبرفيل وتوقفت فيها حركة السير خلافا لما يحدث عادة مساء الاحد. وفور اعلان محطات الاذاعة والتلفزيون الفرنسية نبأ وفاة بونغو, اغلقت معظم المحلات التجارية والمطاعم والحانات ابوابها. وقال رجل يعمل في مطعم في حي لويس الذي يستمر النشط فيه طوال ليل الاحد الاثنين عادة "اغلقنا المطعم فور سماعنا الاعلان". واضاف ان "الناس خائفون". وكان عدد سيارات الاجرة التي يقودها اجانب عادة اقل من المعتاد وبعض العاملين منهم يرفضون القيام بنقل ركاب الى وسط العاصمة خوفا من وجود حواجز او من منع للتجول. وحدها محطات الوقود شهدت تدفقا كبيرا تحسبا لاغلاقها في الايام المقبلة. وحتى منتصف الليل, لم يلاحظ اي انتشار للجيش او الشرطة في المدينة. واعلن مصدر قريب من الحكومة الفرنسية لوكالة فرانس برس الاحد وفاة عمر بونغو (73 عاما) عميد القادة الافارقة الذي يحكم الغابون منذ 41 عاما. ولكن جان ندونج رئيس وزراء الغابون قال انه فوجيء بتقارير وسائل الاعلام الفرنسية. واردف قائلا للتلفزيون الغابوني مساء الاحد " لو حدث موقف كهذا فانني اعتقد واعرف ان عائلة الرئيس بونغو كانت ستبلغني بشكل طبيعي. وهذه ليست الحقيقة في هذه اللحظة التي اتحدث اليكم فيها." وكانت مدينة ليبرفيل عاصمة الغابون هادئة ولكن كثيرين سارعوا الى العودة الى منازلهم بعد انتشار انباء التقرير الفرنسي مما جعل الشوارع مهجورة الى حد كبير. وجابت سيارات الشرطة الشوارع وقام رجال الشرطة بايقاف العدد القليل من قائدي السيارات للتأكد من هوياتهم. وتزايد القلق بشأن صحة اطول حكام افريقيا بقاء في السلطة الشهر الماضي بعد ان علق مهامه كرئيس للدولة لاول مرة منذ توليه السلطة في عام 1967. ولكن حكومة الغابون قالت الشهر الماضي ان بونجو يقضي فترة راحة في اسبانيا بعد وفاة زوجته في مارس اذار وانه سيعود الى البلاد لاستئناف مهامه كرئيس للدولة. واثارت التقارير المتعلقة بمرض بونغو نقاشا حول من الذي سيتولى الامور في البلاد وتكهنات باحتمال وقوع اضطرابات مثلما حدث في توغو عندما توفي فوريه غناسينغبي اياديما الذي ظل يحكم البلاد فترة طويلة في عام 2005. ولكن سيباستيان سبيو-غاربرا محلل شؤون الشرق الاوسط وافريقيا في جماعة يورواسيا يقول ان هذه المخاوف ليس لها اساس وان من المرجح ان يتولى الزعامة وزير الدفاع ونجل بونغو علي بن بونغو . وكتب في مذكرة بحثية الشهر الماضي "على الرغم من مخاوف المستثمرين الاجانب الواسعة النطاق .. فان عملية خلافة منظمة يديرها الحزب الجابوني الديمقراطي الحاكم ستضع نجل بونجو الذي يحظي باحترام كبير.. او عضو وثيق اخر بالعائلة في الرئاسة وتفادي حدوث اي ازمة خلافة مربكة." وينص الدستور على انه في حالة وفاة الرئيس تتولى رئيسة مجلس الشيوخ روز فرانسين روغومبي وهي حليفة للحزب الحاكم الرئاسة بشكل مؤقت وتكون مسؤولة عن تنظيم انتخابات. وفي ضوء نجاح بونغو للحد من التوترات العرقية في البلاد قلل محللون من احتمالات اندلاع اضطرابات في البلاد في حالة وفاة الرئيس. وأقام بونغو علاقات وثيقة مع فرنسا التي تعد شركتها النفطية العملاقة توتال احد اكبر المستثمرين في البلاد.