غطت سحابة كثيفة من الضباب الدخاني السام تخطت الحدود المسموح بها عشر مرات العاصمة الهندية نيودلهي اليوم (الاثنين)، فيما يسعى مسؤولون حكوميون جاهدين للتعامل مع الأزمة الحادة التي دخلت أسبوعها الثاني. وأعلنت حكومة دلهي حال طوارئ تتعلق بالصحة العامة الأسبوع الماضي، بعد ارتفاع كبير في مستويات التلوث بالمدينة، وهي ظاهرة سنوية تلقى بالمسئولية عنها على مزيج من حرق مخلفات محاصيل بشكل مخالف للقانون في ولايات شمالية وعوادم السيارات والأتربة. وكانت الحكومة أشارت خلال اليومين الماضيين إلى أنها ستستخدم سيارات المطافئ لرش الماء في بعض مناطق العاصمة، لكن لم يكن هناك تأثير يذكر لهذا الإجراء. وأظهر قياس أجرته السفارة الأميركية أن مستويات الجزيئات السامة التي تعلق في الهواء التي تعرف بجزيئات «بي إم 2.5» بلغت495 صباح اليوم. وأعلى مستوى مسموح به لضمان جودة الهواء هو 50. وأوضح مسؤول كبير في الحكومة الاتحادية أنه ليست هناك خيارات أخرى كثيرة أمام الحكومة. وقال عضو المجلس المركزي للتحكم في التلوث براشانت جارجافا: «هذا هو كل ما يمكننا فعله، والآن علينا انتظار هطول المطر لتنظيف الهواء». وأضاف جارجافا، وهو المسؤول عن مراقبة جودة الهواء، إن «الهواء في دلهي يظل في منطقة الخطر»، على رغم اتخاذ إجراءات مثل وقف البناء ورفع رسوم صف السيارات أربعة أمثالها لتشجيع الناس على ركوب المواصلات العامة. ويقل حجم جزيئات «بي إم 2.5» عن سمك الشعرة ب 30 مرة، ويمكن استنشاقها لتتوغل في الرئتين، وتسبب أمراضاً بالجهاز التنفسي وأمراضا أخرى. وذكرت وسائل إعلام أن المستشفيات في العاصمة شهدت زيادة كبيرة في عدد المرضى الذين يعانون مشكلات في الجهاز التنفسي. وقررت حكومة دلهي والحكومة الفيدرالية إعادة فتح المدارس اليوم، بعد إغلاق استمر عدة أيام الأسبوع الماضي، في خطوة ستؤدي على الأرجح إلى زيادة عدد السيارات في الشوارع. وكانت المحكمة الوطنية الخضراء وهي محكمة بيئية أمرت حكومات دلهي والولايات المجاورة بمنع المزارعين من حرق مخلفات المحاصيل، لكن الحكومات المحلية والاتحادية لم تتمكن من تنفيذ ذلك بعد.