حضّ رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي في برشلونة امس، الكاتالونيين على إطاحة الانفصاليين من برلمان الإقليم، خلال انتخابات مبكرة دعا الى تنظيمها في 21 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقال: «نريد استعادة كاتالونيا الديموقراطية والحرة». وطلب من «كل الشركات التي تعمل او عملت في كاتالونيا، الامتناع عن مغادرتها». وكانت مئات الشركات نقلت مقارها من الإقليم، نتيجة شكوك أثارها إعلان الإقليم استقلاله عن إسبانيا. وأضاف راخوي أمام أعضاء «الحزب الشعبي» اليميني الحاكم: «نريد اقبالاً ضخماً لنبدأ عهداً سياسياً جديداً من الهدوء والحياة الطبيعية والتعايش والاحترام» في كاتالونيا. وذكّر بأن دستور اسبانيا يفيد بأن الأمّة «ليست قابلة للتجزئة»، وزاد: «من الملح اعادة شعور بالعادية الى كاتالونيا وفعل ذلك في أقرب وقت لخفض توترات اجتماعية واقتصادية ووقف الأضرار الاقتصادية. إن تهديد الانفصاليين مدمّر ومحزن ومؤلم. التيار الانفصالي سبّب انعدام أمن وعدم يقين» في الإقليم. ولم يلتقِ راخوي حشوداً، بل شارك في تجمّع قدّم خلاله مرشحه للانتخابات خافيير غارسيا- ألبيول. وزيارة رئيس الوزراء الإسباني برشلونة هي الأولى منذ أخضع كاتالونيا لحكم مباشر من مدريد، بعد تجميده الحكم الذاتي للإقليم إثر تصويت برلمانه على الاستقلال عن إسبانيا. ودعا راخوي الى الانتخابات في كاتالونيا بعدما عزل رئيسها الانفصالي كارليس بيغديمونت وحلّ برلمانها، لإعادة «النظام الدستوري». ولم يحصل حزبه سوى على 8.5 في المئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة في الإقليم. وتأتي زيارة راخوي بعد تظاهرة في برشلونة طالبت بإطلاق نحو 10 قياديين انفصاليين، سُجنوا في اطار تحقيقات بتهم «التمرد» و «العصيان» و «الاختلاس». وهتف المشاركون في التظاهرة «الحرية للسجناء السياسيين» و «نحن جمهورية» و «قوات الاحتلال الى الخارج!». وقالت روسيو موراتا كابيو (42 سنة) التي شاركت في التظاهرة مع بناتها المراهقات: «اذا لم ننجح فسينجح أبناؤنا في ذلك. أشعر بغضب واستياء وبفخر» لنزول الناس الى الشوارع. واحتجز القضاء الإسباني ثمانية من وزراء الحكومة الكاتالونية المقالة، وأصدر مذكرة أوروبية لتوقيف بيغديمونت وأربعة وزراء آخرين انتقلوا الى بلجيكا. ودانت رئيسة بلدية برشلونة آدا كولاو احتجاز القياديين الانفصاليين، لكنها انتقدت «حكومة لامسؤولة» جرّت كاتالونيا الى «كارثة».