نفى التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أمس، «أي معلومات» يمكن إعلانها في شأن مكان زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وفق ناطق لوكالة «رويترز»، تعليقاً على حديث الإعلام الحربي ل «حزب الله» اللبناني عن وجود البغدادي في مدينة البوكمال السورية. وغداة إعلان القوات النظامية الانتصار على «داعش» الخميس، استعاد تنظيم «داعش»، إثر هجوم مضاد، نصف مساحة البوكمال الحدودية مع العراق. وشنّ التنظيم مساء الخميس هجوماً مضاداً، أتاح له صباح أمس الاستيلاء على أحياء عدة في الجزء الشمالي من المدينة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي قال إن «داعش» سيطر على «أكثر من 40 في المئة من المدينة، تتركز في أحياء في شمالها وشمال شرقيها وشمال غربيها». وأوضح أن التنظيم «يحاول الدفاع عن آخر معاقله» في سورية، حيث لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة. وأكد أن «حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني ومسلحين عراقيين شكلوا عماد المعركة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من البوكمال». لكن الناطق الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، أكد في مؤتمر صحافي في كربلاء أمس أنه «لا يوجد مقاتل عراقي واحد لدى الحشد الشعبي يقاتل خارج العراق». وأجبرت المعارك باتجاه البوكمال منذ أسابيع حوالى 120 ألف شخص على النزوح من المدينة، وفق تقديرات الأممالمتحدة. وكانت المدينة «خالية من المدنيين»، وفق عبدالرحمن، حين سيطرت عليها القوات النظامية. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أمس، أنه مع سقوط المعقل الأخير المهم ل «داعش» في سورية ستتجه القوات النظامية السورية بدعم روسي وايراني، الآن لمواجهة منافستها الرئيسية «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي تسيطر على حقول النفط الكبيرة في محافظة دير الزور. وأضافت أن «الخريطة المعقدة» تضع القوات الأميركية والإيرانية على مسافة قريبة بعضها من بعض لا يفصل بينها سوى نهر الفرات. وهددت إيران الأسبوع الماضي، بأن القوات النظامية السورية ستتقدم نحو مدينة الرقة التي تمكنت عناصر «قسد» من طرد عناصر «داعش» منها في الآونة الأخيرة. وقالت «أسوشييتد برس» إن السؤال الآن هو ما إذا كانت الولاياتالمتحدة على استعداد لمواجهة القوات النظامية السورية والميليشيات المدعومة إيرانياً، في ظل غموض السياسة الأميركية باستثناء تكرار واشنطن أنها ستعمل لحرمان «داعش» من أي ملجأ وستواصل تدريب حلفائها وتسليحهم. إلى ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، إن جبهات القتال في سورية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الهجمات الإرهابية التي ينفذها انتحاريون وإنه «كلما انكمشت المساحة التي يتمركز فيها الإرهابيون في سورية، ازداد عدد الهجمات الانتحارية أضعافاً». وأردف شويغو أن الهجمات الانتحارية يبلغ عددها في بعض الأوقات ما بين 16 و18 هجوماً يومياً.