ذكرت قناة «المنار» التلفزيونية الموالية ل «حزب الله» اللبناني أمس، أن القوات النظامية السورية والقوات الرديفة المساندة لها تطوّق البوكمال، أكبر مدينة لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» في سورية والعراق، وبدأت تدخل المدينة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطائرات الحربية تواصل قصفها المكثف لمناطق في بلدة القورية ومحيطها، ومناطق أخرى في بلدتي صبيخان والعشارة، في ريف دير الزور الشرقي. وأفادت أنباء أمس، بأن القوات النظامية السورية والميليشيات المساندة لها التقت مع القوات العراقية على الحدود السورية- العراقية، قرب مدينة البوكمال. وذكر «الإعلام الحربي المركزي» أن القوات النظامية وحلفاءها التقوا بالقوات العراقية عند الحدود بين البلدين، بعد تقدم واسع أحرزته في اليومين الماضيين شرقي المحطة الثانية. ووفق خريطة السيطرة الميدانية، التقى الطرفان على بعد 24 كيلومتراً جنوب مدينة البوكمال على الشريط الحدودي الفاصل بين سورية والعراق. ولم يعلن «الحشد الشعبي» رسمياً الالتقاء مع قوات الأسد، إلا أن حسابات مقربة منه عبر «فايسبوك» قالت إن «الحشد دخل البوكمال من الشرق، وقوات الجيش السوري وحلفاؤهم يسرعون نحو المدينة من الغرب». وكان الناطق الرسمي باسم «الحشد»، أحمد الأسدي قال، السبت الماضي، إن «الحشد الشعبي» لا يقاتل في أي موقع خارج الحدود العراقية، نافياً وجود مقاتلين له في مدينة البوكمال. وتحاول القوات النظامية السورية والميليشيات المرادفة لها الوصول إلى مدينة البوكمال، وحققت في الأيام الماضية تقدماً ملحوظاً بالسيطرة على المحطة الثانية والزحف شرقاً مسافة 11 كيلومتراً. إلا أن هذا التقدم تقابله محاولات من قبل «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) بدعم من التحالف الدولي، للوصول إلى المدينة أيضاً، في مشهد عسكري يجسد سباقاً دولياً، قطباه الولاياتالمتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى. وتمتاز البوكمال بنقاط قوة يمكن الاستناد إليها في أي عملية تهدف إلى السيطرة أو المحافظة عليها، إذ تعتبر ثاني أكبر منطقة إدارياً في محافظة دير الزور، وتعد من أوائل المدن السورية التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، عدا عن احتلالها موقعاً مهماً، فهي بوابة بين الحدود السورية والعراقية. وسيطر عليها تنظيم «داعش» في 27 حزيران (يونيو) 2014، وحوّلها إلى أهم منافذه مع العراق. وأوشكت «دولة الخلافة» التي أعلنها التنظيم على الدمار خلال العامين المنصرمين لينحصر وجودها في البوكمال في سورية وراوة في العراق وبلدات قليلة وأراض صحراوية صغيرة مجاورة وبعض الجيوب المعزولة في أنحاء أخرى. لكن التنظيم ما زال مسيطراً على أراض في ليبيا ودول أخرى، وتتوقع حكومات كثيرة أن يظل مصدر تهديد حتى إذا فقد «دولة الخلافة» التي أعلنها. وبدعم من إيران وروسيا، انتزعت القوات النظامية السورية وحزب الله حليفها اللبناني وفصائل شيعية أخرى، قطاعات من الأراضي في وسط سورية وشرقها من «داعش» العام الجاري. ويدعم تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة حملة منافسة في سورية تضم فصائل كردية وعربية دفعت «داعش» إلى الخروج من مناطق كثيرة في شمال البلاد وشرقها. وفي العراق، يسيطر «داعش» بقوة على قرية راوة فقط بعد أن ساعد التحالف الجيش ومقاتلين عراقيين مدعومين من إيران على محاربة التنظيم.