وصف الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة الوضع في اليمن بأنه «بالغ التعقيد»، غير انه قال إن «الهدوء» وحده هو الكفيل بتحقيق تطلعات الشعب اليمني، خصوصاً وأن الرئيس علي عبد الله صالح أبدى مراراً استعداده للتنحي. وأوضح الرئيس الجيبوتي، رداً على سؤال ل «الحياة» في مؤتمر صحافي أمس، أن بلاده حافظت على استقرارها على رغم الاضطرابات التي تحيط بها، موضحاً ان السبب في ذلك يعود الى الجهد الذي تبذله حكومته للاستماع إلى الشعب، وإقامة علاقات طيبة مع دول الجوار. وقال غيلة إن بلاده لا تزال متفائلة بإمكان التوصل إلى تسوية لأزمة الصومال، منتقداً كثرة الخلافات السياسية بين أطراف الأزمة الصومالية، ما يزيد تعقيد الحلول المحتمَلة. ووصف الحكومة الانتقالية في مقديشو بأنها جادة في إحلال سلام شامل. وقال الرئيس الجيبوتي إن العدوان الذي يتم شنه على ليبيا تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 1973، يؤدي الى تدمير ثروات الشعب الليبي وبنيته الأساسية وقتل مدنييه الذين يطالب القرار بحمايتهم. كما تحدث عن نتائج مدمرة مماثلة تتحقق في ساحل العاج، مؤكداً أن بوسع بلدان القارة الأفريقية التوصل إلى حلول من دون تدخلات خارجية. وقال غيلة إن بلاده تنتظر رداً من دولة قطر على وثائق سلمتها إليها في شأن موقف جيبوتي من نزاعها الحدودي مع إريتريا، مؤكداً استمرار التوتر في العلاقات مع أسمرا. وانتقد غيلة المعارضة في بلاده، قائلاً انها تتجاهل قواعد اللعبة السياسية. وأوضح أنها شاركت في انتخابات العام 1999، ثم قاطعت الانتخاباتِ التشريعيةَ والرئاسية في العام 2005. وفي العام 2011 قررت مقاطعة الانتخابات الرئاسية، ثم أعلن نصفُ عدد أحزابها مشاركتها من خلال مساندة المرشح المستقل. ورأى أن سياسة المعارضة تنحصر في استهدافه شخصياً، فإما أن يترك البلاد ويتنحى عن الحكم، وإما المقاطعة. وذكر غيلة أنه لا يستبعد إمكان استيعاب منافسه في الانتخابات الرئاسية المقررة يومَ الجمعة، وهو قاضٍ في محكمة الاستئناف ورئيس سابق للمحكمة الدستورية العليا، في الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات الرئاسية. وأضاف: «نحن مستعدون لاستيعابه لينفع البلاد». وأكد غيلة، المتوقع ان يفوز في الانتخابات الرئاسية، ان ولايته الجديدة ستنفِّذ برنامجاً طموحاً لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً العربية، وإنشاء خطين للسكك الحديد، أحدهما من الشمال إلى إثيوبيا، والآخر من جيبوتي إلى إثيوبيا، بتمويل من صندوق التنمية الكويتي. كما أشار إلى أن مصر استثمرت في إنشاء 30 ألف وحدة سكنية، وإنشاء مصنع للأسمنت في جيبوتي. وأوضح أن خطط ولايته الجديدة تشمل تطوير ميناء جيبوتي، والتوسع في الخدمات الصحية والتعليمية.