وجّهت اريتريا التي فرض عليها مجلس الأمن قبل أسابيع عقوبات بسبب دعمها المزعوم للمتمردين في الصومال، انتقادات جديدة للحكم في مقديشو. وبعدما دأبت على وصف الحكومة الصومالية بأنها نظام «مفروض فرضاً» يخدم مصالح القوى الكبرى، أعلنت الآن أنها لن تُطلق على إدارة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد صفة «حكومة» كما أنها لن تُطلق وصف «رئيس» على الرئيس أحمد. وتُمثّل الخطوة الاريترية تحوّلاً في الانتقاد غير المباشر الموجّه إلى حكومة مقديشو من خلال القول إنها لا تمثّل رغبات الشعب الصومالي، لتصير الحملة موجّهة مباشرة إلى الرئيس أحمد. وقال السفير الاريتري لدى كينيا صالح عمر عبدو للصحافيين الدوليين في نيروبي إنه يشعر بالخجل حتى ولو أراد أن يُطلق لقب رئيس بلدية مقديشو على الرئيس أحمد. لماذا؟ أجاب السفير لأن أحمد لا يسيطر على أي شيء، لا على بلده ولا على عاصمته. وأوضح: «رئيس البلدية هو شخص يمكنه أن يدير على الأقل، كما تعلمون، مدينة العاصمة. ولأكون صريحاً معكم، فإنني شخصياً لا يمكنني أن أسميه رئيساً. لا أستطيع أن أدعوه رئيس بلدية مقديشو. لماذا؟ لأنه لا يسيطر عليها». ولا تعترف اريتريا بشرعية حكومة الرئيس أحمد الضعيفة لكنها تحظى بدعم الأممالمتحدة. وقالت مراراً إنها «تدعم الشعب الصومالي» فقط لإنشاء حكومة تمثّله بعيداً من التدخلات الخارجية. وتشعر اريتريا بالغضب من علاقات الرئيس أحمد بإثيوبيا، خصمها في منطقة القرن الافريقي، وبسبب الانتقادات التي دأب على توجيهها إليها بسبب سياستها إزاء الصومال، علماً أن أسمرا منحته ملجأ هو وبقية قادة «المحاكم الإسلامية» بعدما طردتهم القوات الإثيوبية من مقديشو في نهاية العام 2006 ومطلع العام 2007. وانضم شريف أحمد في العام 2008 إلى جهود الأممالمتحدة لتحقيق السلام في الصومال وغادر أسمرا نهائياً. وانتخبه النواب الصوماليون رئيساً في مطلع العام 2009 إثر استقالة الرئيس السابق عبدالله يوسف. وفي مقديشو (أ ف ب)، حذّر المتمردون الإسلاميون الحكومة الصومالية وقوة السلام الافريقية من هجوم على مواقعهم في مقديشو. وقال محمد عثمان اروس الناطق باسم «حزب الإسلام»، حليف «حركة الشباب المجاهدين»، لوكالة «فرانس برس»: «لدينا معلومات عن تخطيط حكومة الكفّار لمثل هذا الهجوم على مواقعنا في مقديشو ومناطق أخرى في البلاد». وأضاف: «يريدون مهاجمتنا من جبهات عدة (...) إننا مستعدون لشن هجوم مضاد (...) مهما كانت تحضيراتهم ودعمهم وسننتصر بإذن الله». وكان الناطق باسم «حركة الشباب» الشيخ علي محمود راجي صرّح الإثنين في مقديشو للصحافيين بأن حركته «أُبلغت بالتحضيرات التي يقوم بها الكفار حالياً». وأضاف: «لطالما أرادوا شن حرب علينا لكنهم لم ينتصروا أبداً ولا حتى في معركة واحدة».