اختتم في أبو ظبي أمس «المؤتمر الوزاري العالمي الثاني للطاقة النظيفة» الذي تركزت أعماله في تعزيز السياسات والبرامج الهادفة لتطوير حلول للقطاع. وتولّت الامارات والولايات المتحدة إدارة الحوار بين ممثلي 21 حكومة مشاركة، لتعزيز المبادرات الرامية إلى تسريع عملية الانتقال إلى اعتماد الطاقة النظيفة وتخفيف الاعتماد على الوقود الاحفوري، وبالتالي، خفض التلوّث. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور محمد قرقاش التزام الإمارات بإنجاح عمل «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (ايرينا) التي تتخذ من أبو ظبي مقراً دائماً، وتعتبر منصّة عالمية لتطوير السياسات ودعم المبادرات والبرامج الهادفة إلى بناء مستقبل يعتمد على حلول الطاقة النظيفة. وأكد وزير الطاقة الأميركي ستيفن شو أن مشاركة عدد من وزراء الاقتصادات الكبرى في المؤتمر يدل على أهمية المواضيع التي نوقشت، داعياً الى استغلال هذه الفرص للحوار والنقاش لمصلحة الأجيال المقبلة. وقال: «علينا أن نتصدى لتحديات العصر بخاصة في الطاقة والطاقة المتجددة والنظيفة، وأن نتساعد لحل المشاكل التى تعاني منها الدول الفقيرة». وأعلن أن «أسعار النفط المرتفعة تشكل خطراً على الاقتصاد العالمي». ولفت في مؤتمر صحافي بعد حضوره مؤتمراً للطاقة النظيفة، إلى أن «البلدان المنتجة والمستهلكة للنفط قلقة لأن ذلك يؤثر في الانتعاش الاقتصادي الهش جداً». وأشار تشو، إلى «محادثات جارية»، لم يرغب في الإفصاح عن «أي من تفاصيلها»، موضحاً أن هناك «قلقاً في شأن محاولة تثبيت الأسعار، وارتفاعها». وبحث الوزراء المشاركون في المؤتمر 11 مبادرة ذات أهداف محددة، تركزت على تعزيز كفاءة استخدام الطاقة وتوفير الطاقة المتجددة والاستفادة من التمويل الحكومي على النحو الأمثل. وتشارك الإمارات في أربع من المبادرات ال11، منها «مبادرة تعليم المرأة وتمكينها في قطاع الطاقة النظيفة»، و «مركز حلول الطاقة النظيفة» و «مجموعة عمل التقاط الكربون وتخزينه»، و «مجموعة العمل المتعددة الطرف حول تقنيات طاقة الشمس والرياح». إلى ذلك، أكدت «وكالة الطاقة الدولية» اول من امس احراز تقدم على المستوى العالمي في قطاعي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، واعتبرتهما «أهم مجالين تحققت فيهما تطورات كبيرة». وأشارت في تقرير قدمته الى «المؤتمر»، الى أن عشر دول على الأقل اصبح لديها اسواق كبيرة للطاقة الشمسية، بزيادة 7 بلدان عن عام 2000. أما طاقة الرياح، فشهدت نمواً سريعاً في العقد الماضي، حيث وصلت طاقتها الانتاجية في نهاية العام الماضي إلى 194 غيغاوات من الطاقة الكهربائية عالمياً، أي بزيادة تفوق 10 أضعاف العام 2000، حيث كان إنتاجها 17 غيغاوات فقط. وقدمت الوكالة تقرير «التقدّم المُنجز في الطاقة النظيفة»، الأول من نوعه الذي يهدف إلى تقويم الجهود العالمية المبذولة في استخدام تقنيات الطاقة النظيفة. وأوصى البلدان المعنية بزيادة الانفاق المطلوب لتعزيز جهود استخدام الطاقة النظيفة، مؤكداً احراز تقدّم جيّد في تطوير تقنياتها في السنوات الأخيرة، وأن تزايد الطلب على النفط والوقود الاحفوري طغى على النجاح الذي حققته دول في مجال الطاقة النظيفة. وشارك في المؤتمر المدير العام ل «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (أيرينا) عدنان أمين، ووزراء وممثلون عن حكومات كل من استراليا وبريطانيا وكندا والاتحاد الاوروبي وفرنسا والمانيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية، والمكسيك وروسيا وجنوب افريقيا، والبرازيل وايطاليا والصين، و «وكالة الطاقة الدولية» و «المنظمة الدولية للتعاون حول كفاءة الطاقة» وغيرها.