لليوم الخامس على التوالي، منذ استقالة الرئيس سعد الحريري، كانت دار الفتوى أمس، مقصد مسؤولين وشخصيات توافدوا إليها للتباحث مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في تطورات الأوضاع وكيفية مقاربة الحلول من أجل الخروج من الأزمة المستجدة. وقال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بعد زيارته المفتي دريان: «لبنان يعيش أزمة وطنية كبرى تستوجب التشاور الدائم مع المفتي، والتفاهم على خطوات من أجل التلاقي على قاعدة تفاهم مشترك حول مستقبل الشأن الحكومي»، ودعا إلى «انتظار عودة الرئيس الحريري لأنه هو الذي يقرّر طبيعة المرحلة المقبلة، بالتشاور مع كل الرؤساء والقوى السياسية المعنية». وعن «الكلام الإعلامي عن تعيين بهاء الحريري رئيساً للحكومة»، أجاب المشنوق: «هذا الكلام دليل إلى جهل بطبيعة لبنان وطبيعة السياسة فيه، وليس دليلاً إلى أن هناك حديثاً جدّياً عن هذا الموضوع، كما أننا لسنا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر». وأضاف: «نحن انتخبنا الرئيس سعد الحريري باعتباره ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، أما عام 2009 فقد انتخبه اللبنانيون باعتباره سعد الحريري، بتجربته وخبرته، بأخطائه وصوابه وبقدراته. في لبنان تجري الأمور بالانتخابات وليس بالمبايعات، هذه طبيعة لبنان المختلفة والذي يفكّر على هذا المنوال فمن المؤكد انه لا يعرف لبنان ولا يعرف طبيعته وأجواءه، ولا يعرف سياسة لبنان ونظامه الديموقراطي، وأي كلام آخر هو خارج السياق». أما رئيس الحزب «الديموقراطي» وزير المهجّرين طلال أرسلان فقال: «لا بد في هذا الظرف من أن نتشاور مع المفتي حول كل الأمور، خصوصاً الأمر الخطير الذي يتعلق بغياب الرئيس الحريري، الذي هو رئيس الحكومة الفعلي إلى حين عودته إلى لبنان وتفسير ما حصل»، مشدداً على أنه «يمثّل الكرامة الوطنية الجامعة والحكومة اللبنانية ويمثل جزءاً من المؤسسات الدستورية». وقال: «لا نعترف بأي استقالة إلا عندما يعود الحريري ويعبّر عن رأيه لرئيس الجمهورية». والتقى المفتي النائب قاسم عبدالعزيز الذي أكد «وقوف أبناء منطقة المنية الضنية صفاً واحداً خلف قيادة مفتي الجمهورية الحكيمة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها وطننا لبنان، بانتظار العودة الميمونة المظفرة لقائد مسيرتنا الوطنية الرئيس سعد الحريري». كذلك استقبل دريان وفداً من «التجمع الشعبي العكاري» برئاسة النائب السابق وجيه البعريني الذي دعا إلى «مؤتمر وطني جامع لكل أطراف الطائفة السنية، تحت رعاية دار الفتوى، واتخاذ القرارات والتدابير التي تحمي لبنان حكومة وشعباً، ونحيي مواقف الأطراف السياسية التي اتسمت كلها بالتعقل». كما التقى دريان وفداً من «الجماعة الإسلامية» ضم الأمين العام ل «الجماعة» عزام الأيوبي والنائب عماد الحوت ورئيس المكتب السياسي أسعد هرموش الذي قال: «كجماعة إسلامية نعتبر أن هناك مرجعيتين، رئاسة الحكومة، ومفتي الجمهورية... ونقول للجميع: تريثوا وكونوا على حذر من أي موقف ومن أي تصرف، لأن الوضع في لبنان لا يسمح إلا بالمزيد من التشاور، وتمكين الوحدة الوطنية، والمزيد من الاستقرار الأمني والسياسي، ريثما يعود رئيس الحكومة». وزار دار الفتوى وفد من «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» برئاسة الشيخ حسام الدين قراقيرة يرافقه النائب السابق عدنان طرابلسي. وأمل قراقيرة ب «أن نتجاوز جميعاً كلبنانيين هذه المرحلة الاستثنائية، ونخرج أكثر منعة وتماسكاً. وأخذ القرارات التي تعزّز وحدتنا وتعزّز أمن بلدنا واستقراره». ومن زوار دار الفتوى سفير ألمانيا مارتين هوت، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والوزير السابق سجعان قزي الذي قال: «جئنا نعبر عن تقديرنا لدور المفتي الوطني الذي يقوم به، وكل القيادات اللبنانية التي تميّزت بالحكمة والروية والاعتدال».