أبطلت المحكمة الدستورية الإسبانية إعلان كاتالونيا استقلالها أحادياً، فيما سبّب إضراب دعا إليه ناشطون مؤيدون للانفصال، قطع شوارع وطرق سريعة في الإقليم. وأعلنت ناطقة باسم المحكمة أن «إعلان الاستقلال» الذي تبنّاه البرلمان الكاتالوني في 27 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي «يُعتبر باطلاً وغير دستوري». وكان القضاء أمر بسجن احترازي لثمانية أعضاء في الحكومة الكاتالونية التي أقالها رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، ولزعيمَي جمعيتين انفصاليتين بارزتين، هما «الجمعية الوطنية الكاتالونية» و «أومنيوم كولتورال»، في انتظار محاكمتهم. ودعمت الجمعيتان دعوة وجّهتها المنظمة النقابية «سي أس سي» الكاتالونية المؤيدة الاستقلال، إلى إضراب عام احتجاجاً على ظروف العمل وعلى مرسوم أصدرته الحكومة المركزية في مدريد يسهل معاملات رحيل المؤسسات من كاتالونيا. لكن النقابتين الرئيستين في مدريد لم تساند الإضراب. وعرقل الإضراب حركة السير وامتدت طوابير السيارات إلى برشلونة، في حين عملت بعض خدمات النقل العام بالحد الأدنى من طاقتها. وانتشرت مجموعات من المتظاهرين الذين حملوا لافتات انفصالية وأخرى تطالب بالإفراج عن المسؤولين المحتجزين، في نقاط قطع الطرق، بينها محطة القطارات في جيرونا حيث اقتحم حوالى مئة شخص حاجزاً أقامته الشرطة ونزلوا إلى السكك من أجل منع حركة القطارات، ما سبّب تأخير رحلات. وسدت أعداد كبيرة من المحتجين عشرات الطرق السريعة الرئيسة في الإقليم، ملوّحين بلافتات ومرددين هتافات تطالب بإطلاق «سجناء سياسيين». وأفادت مواقع تواصل اجتماعي بوقوع شجارات محدودة، فيما أظهرت تسجيلات شرطيين يحاولون تفريق المحتجين. لكن شرطيين آخرين آثروا الامتناع عن التدخل. وكتبت هيئة قطارات الضواحي في كاتالونيا «رودالييس كاتالونيا» على موقع «تويتر»، مخاطبة الركاب: «احذروا! مشكلات كبرى على كامل شبكة الضواحي بسبب وجود أشخاص على السكك». وأعلنت شركة «رينفي» الوطنية للسكك الحديد، أن قطار «تي جي في» السريع الذي يربط بين برشلونة وليون في فرنسا، وكان يُفترض أن يصل ظهراً، اضطر إلى العودة. كما سُجلت اضطرابات على طرق، خصوصاً على الطريق السريع «أي بي7» على طول ساحل المتوسط لإسبانيا والذي يربط بين أندلوسيا والحدود الفرنسية، والطريق السريع «آي2» بين برشلونةومدريد. وكانت الشوارع والطرق السريعة في المنطقة مقطوعة في نحو 50 مكاناً، كما أن جادة «دياغونال» كانت مقطوعة في شكل تام عند مدخل برشلونة. على رغم ذلك، بدا سير العمل في المتاجر والشركات في كاتالونيا كالمعتاد إلى حد كبير. وفتحت سوق «ميركابارنا» الرئيسة للأغذية أبوابها، مثل متاجر ومقاه في برشلونة. كما عملت شبكة المترو بنسبة 85 في المئة. وكانت الأحزاب الانفصالية في كاتالونيا فشلت في الاتفاق على تشكيل تحالف موحّد لخوض انتخابات مبكرة في الإقليم، حددت حكومة راخوي موعدها في 21 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وكان أمام تلك الأحزاب حتى منتصف ليل الثلثاء- الأربعاء لتسجيل الائتلافات، قبل الانتخابات. لكن القوتين الرئيستين اللتين شكلتا تحالفاً لحكم الإقليم خلال السنتين الماضيتين، لم تنجحا في الاتفاق على تحالف جديد في الوقت المحدد. وعلى رغم أن القوتين ما زالتا تستطيعان الاتفاق بعد الانتخابات، يرجّح محللون سياسيون أن يشعل الفشل في التوصل إلى اتفاق على حملة مشتركة، صراعاً على الزعامة في التيار الانفصالي.