- في مبادرة لافتة ومهمة في سياق حماية حقوق الملكية الفكرية وحقوق الترجمة أقدمت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب على إغلاق جناح دار رسلان السورية بعدما تبين لها بالوثائق أن الدار تمتهن القرصنة والنشر غير الشرعي. ولقيت هذه المبادرة ترحاباً كبيراً في أوساط الناشرين والإعلاميين. وكانت مجموعة "ناشرون من أجل المهنة" تابعت في كنف معرض الشارقة نشاطها القائم على إحياء النشر المهني وحماية حقوق الملكية الفكرية ومتابعة حقوق الكتّاب والناشرين لضمان ألا يذهب جهد هؤلاء سدى، في ظلّ تفشّي ظاهرة قرصنة الكتب وتزويرها. وفي سياق هذه المتابعة تم إغلاق جناح دار رسلان في المعرض، "لعدم الالتزام بحقوق الملكية الفكرية". وقد أتت هذه الخطوة على إثر تعاون بين مجموعة "ناشرون من أجل المهنة" ولا سيما شركة المطبوعات للتوزيع والنشر وإدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي أظهرت كلّ تعاون في هذا الإطار. ومن اللافت أن هذه الظاهرة الشائعة في العالم العربي منذ سنين طويلة لم تلقَ يوماً الاهتمام اللازم والموجب ولم تتم متابعتها كما ينبغي، بل تم الاستهتار بها حتى فاق عدد الدور التي تمارس القرصنة والتزوير بأنواعها المختلفة عدد الدور التي تلتزم حقوق النشر. والأشكال المتعددة للتزوير والقرصنة تتضمّن نشر كتب من دون الاستحصال على حقوق النشر والترجمة، ونسخ - وتزوير- الكتب المنشورة وبيعها في الأسواق العربية بأسعار متدنيّة جداً وبأغلفة الناشر الأصلي من دون أي إذن، وكذلك نشر نسخ إلكترونية على الإنترنت من دون إذن، والجديد الآن هو نشر مضمون الكتب نفسها مع تغيير الغلاف والامتناع أحياناً عن ذكر اسم المؤلّف على الغلاف، ومع تغيير في العنوان في أحيان أخرى. وقد أتت هذه الخطوة الآن، بعد خطوة أخرى قامت بها المجموعة على هامش معرض عمان الدولي للكتاب الشهر الماضي، حيث تمّت مصادرة كمية ضخمة من الكتب المقرصنة من إحدى مكتبات عمّان الكبرى، وهي كتب لدار الآداب ودار هاشيت أنطوان والدار العربية للعلوم وغيرها، بالتعاون مع المكتبة الوطنية. يُذكر أن مجموعة "ناشرون من أجل المهنة" تتألف من شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، دار الساقي، دار الآداب، دار هاشيت أنطوان، دار التنوير، دار الراتب الجامعية، دار النهضة، الدار العربية للعلوم، ومكتبة النيل والفرات، دار الانتشار العربي، دار الفارابي ودار جداول.