اعلنت مجموعة غوغل الاميركية ودار "هاشيت" الفرنسية للنشر توقيع مذكرة تفاهم حول شروط قيام غوغل بتحويل الاصدارات النافدة لدار "هاشيت" التي تملك حقوقها الى كتب رقمية. وسيتيح ذلك للكتب التي لم تعد متوافرة ان تعود الى القراء من خلال نسخة الكترونية، وان تدر بذلك المال مجددا للكتاب والناشرين واصحاب الحقوق. وتمثل هذه الكتب النافدة 70 في المئة من رصيد دار هاشيت، كبرى الدور الفرنسية وثاني اكبر دار نشر في العالم. ويشمل الاتفاق اربعين الى خمسين الفا من هذه الاصدارات. ومن المقرر ان ينجز العمل في الاشهر الستة المقبلة. وهي اصدارات في الادب وكتب مرجعية، لا سيما اصدارات لاروس، وكتب جامعية. وقال ارنو نوري المدير العام لدار هاشيت "انه الاتفاق الاول من نوعه بين غوغل وناشر فرنسي". واضاف نوري في مؤتمر صحافي ان الاتفاق ليس حصريا، وهو يحمي حقوق الكتاب الفرنسيين، معتبرا ان في ذلك "رمزية واضحة، ومورد مالي مهم". واكد ان هاشيت تقوم بنفسها بتحويل اصداراتها الجديدة الى كتب رقمية. وكشف مدير هاشيت ان "الاجراءات الاساسية التي ينص عليها الاتفاق من شأنها ان تشمل كل الكتاب الفرنسيين الذين يرغبون في ذلك". من جهة اخرى، شدد وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران على ضرورة ان يحترم هذا الاتفاق المبادىء المحددة بين الناشرين والمحررين والوزارة، في مسائل الرقمنة وحقوق الاعمال التي لم تعد متوافرة. ويرتكز هذا التفاهم على ثلاثة مبادئ كبرى، الاول يتعلق بالإشراف على عملية رقمنة الاصدارات، فهاشيت هي التي تحدد الاصدارات النافدة التي تريد تحويلها الى كتب رقمية. وقد تصدر هذه الكتب الرقمية في شكل كتب رقمية على موقع غوغل للكتب او تحت شكل آخر مثل الطباعة تحت الطلب. ويمكن لهاشيت ان تستخدم هذه الاصدارات الرقمية، كما يمكن للمكتبات ان تدرج هذه الكتب في عروضها التجارية. ويمكن لهاشيت ايضا ان تسمح بتوزيع الكتب على الانترنت من خلال قنوات مختلفة، بما فيها المنصتان المرتقبتان "اي بوك" لغوغل، ومنشورات غوغل، المتوقع انطلاقهما في "القريب العاجل"، على حد تعبير المسؤول عن الكتب في مجموهة غوغل دانيال كلانسي. ورأى كلانسي ان هذا الاتفاق يفتح "عهدا جديدا" في علاقة مجموعته مع الناشرين الفرنسيين. تتمتع دار هاشيت بالحق في تزويد المؤسسات العامة مثل المكتبات الوطنية في فرنسا، بالاعمال المرقمنة في اطار مذكرة التفاهم هذه. وقال ارنو نوري "ان الامر لا يشكل براءة ذمة لمجموعة غوغل عن سلوكها السابق، لكنه يشكل اطارا يتيح التوزيع على اسس جديدة من المساواة والتوازن والاحترام لحقوقنا وحقوق الكتاب". واضاف "كل واحد له الحق في مواصلة دعواه القضائية ضد غوغل". في ستة اعوام، قامت غوغل بتحويل اكثر 12 مليون اصدار في العالم الى كتب رقمية من دون موافقة الناشرين واصحاب الحقوق، ما ادى الى رفع المتضررين دعاوى قضائية، لا سيما في فرنسا. وقد دانت السلطات القضائية الفرنسية مجموعة غوغل في 18 كانون الاول/ديسمبر 2009 بناء على دعوى اقامتها نقابة الناشرين ودار "لا مارتينيار". ومنذ ذلك الحين، ازالت غوغل من فهارسها عددا من كتب "لا مارتينيار"، وتقدمت بطلب استئناف الحكم. وفي تعليق على الاتفاق بين غوغل وهاشيت، رأى رئيس نقابة الناشرين انطوان غايمار ان هذا الاتفاق يظهر تغيرا "لم يسبق له مثيل" في سلوك عملاق الانترنت الاميركي في اتجاه حفظ حقوق الكاتب والناشر، كما نقلت عنه صحيفة "ليفر ايبدو" الالكترونية المتخصصة. سها/خلص/مخف