شكّل «الفرح» عنوان جولة جديدة من «حرب» يخوضها الرئيس الإيراني حسن روحاني ضد التيار الأصولي في بلاده، بعد اعتقال الشرطة ستة شبّان وشابات لاتهامهم ب «خدش الحياء العام»، إثر مشاركتهم في فيديو وهم يرقصون، على وقع أغنية «هابي» لفاريل وليامز. وأشار حساب روحاني على موقع «تويتر» إلى قول الرئيس الإيراني في 29 حزيران (يونيو) 2003، بعد أقل من 3 أسابيع على انتخابه رئيساً، إن «الفرح حق لشعبنا، ويجب ألا نقسى كثيراً على سلوكيات ناجمة من الفرح». كما اعتبر المرجع مكارم شيرازي أن «الإسلام لا يرفض الضحك والفرح، شرط ممارستهما بتهذيب واتزان». ويظهر في الفيديو الذي بُثّ على موقع «يوتيوب»، ثلاثة رجال وثلاث نساء غير محجبات يغنون ويرقصون في شوارع وعلى درج وأسطح مبان في طهران، مرتدين نظارات شمسية وهم يضحكون ويبتسمون. وتلقى أغنية «هابي» لمغني البوب الأميركي رواجاً في العالم، إذ استُخدمت في بثّ مئات التسجيلات المصورة في دول كثيرة. ووضع وليامز على حسابه على «تويتر»، رابطاً لنبأ اعتقال الإيرانيين الستة، مبدياً «حزنه» لتوقيفهم ل»محاولتهم إشاعة الفرح». وأعلن قائد الشرطة في طهران حسين ساجدي نبأ اعتقال الشبان «بعد (نشر) مقطع فاحش على الإنترنت خدش الحياء العام»، مشيراً إلى أن التحقيق أوكل إلى الشرطة ووزارة الاستخبارات التي تنسّق مع القضاء. ولفت إلى أن الشبان الستة «أقروا بجريمتهم»، محذراً الإيرانيين من «الانخداع» بوعود في «التمثيل أو الغناء». وكان التلفزيون الإيراني بثّ «اعترافات» للشبان الستة، ورد فيها أنهم «خُدِعوا» من شخصين أقنعوهم بأن الفيديو هو مجرد اختبار على التمثيل، وانه «لن يُبثّ في أي مكان وانه لمجرد الفرح». ولم يُعرف هل سيواجه الشبّان الستة اتهامات، علماً أن وسائل إعلام أوردت انهم أُطلِقوا بكفالة، ومُنعوا من إعطاء مقابلات صحافية. وكان روحاني حضّ على اعتبار الإنترنت «فرصة»، مضيفاً: «علينا أن نعترف بحقوق مواطنينا في الاتصال بالشبكة العنكبوتية العالمية». وسأل: «لماذا نحن مترنّحون إلى هذا الحد؟ لماذا لا نثق بشبّاننا؟ لماذا تقوقعنا في زاوية ممسكين درعاً وسيفاً خشبياً، خشية تلقي رصاصة في هذه الحرب الثقافية؟». وتابع: «حتى لو انقضوا علينا، وهذا ما يحصل الآن، فإن طريقة المواجهة هي عبر الوسائل الحديثة، لا الطرق السلبية والجبانة». وقارن جهود تقييد دخول الإنترنت، بمحاولات فاشلة لمكافحة انتشار شبكات التلفزة الفضائية، قائلاً: «كان الفيديو هوسنا الكامل وكيف نبقيه بعيداً من متناول شبابنا، حماية لإيماننا وهويتنا، ثم أطلقنا النار على الصحون اللاقطة على الأسطح. الآن الإنترنت والهواتف الذكية باتت الطامة الكبرى». وسأل: «هل ما زلنا نتوقع من تلاميذنا الذين يسعون إلى نيل شهادة دكتوراه، أن يعودوا إلى أرشيف المكتبات كما في الأزمنة الغابرة، لأخذ ملاحظات من أجل أبحاثهم؟». واتهم المدعي العام غلام حسين محسني إيجئي، روحاني ووزير الاتصالات محمود واعظي بانتهاك القانون، لرفضهما دعوة هيئة رسمية إلى حظر تطبيق «واتساب» لتبادل الرسائل القصيرة. في شنغهاي، اعتبر روحاني خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن «التقارب والتعاون بين إيران وروسيا يرسي دعائم الاستقرار والأمن في المنطقة». وكرر «إمكان إبرام اتفاق نهائي» في المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، عبر «انتهاج صيغة الربح للجميع وبعيداً من التهديدات والمطالب المبالغ بها». إلى ذلك، اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن «جبهة الاستكبار غاضبة من إنجازات شعب إيران ونظامها، والتي تحقّقت من دون الاعتماد على أميركا والغرب»، داعياً «جيل الشباب الملتزم أهداف الثورة، إلى تأسيس الحضارة الإسلامية الحديثة».