لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سيول أمس، إلى أمر مفاجئ قد يعلنه اليوم، بعدما تحدث عن تحقيق «تقدّم كبير» في ملف كوريا الشمالية، وحضها على إبرام «صفقة» تسوّي أزمة برنامجيها النووي والصاروخي. وينتقل ترامب اليوم إلى الصين للقاء نظيره شي جينبينغ، في زيارة تعهدت بكين بأن تكون «تاريخية»، علماً أن الرئيسين كانا اجتمعا في فلوريدا في نيسان (أبريل) الماضي. وقد تعكِّر الزيارة إقرار لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس مشروع قانون يفرض عقوبات ملزمة على مصارف صينية ومؤسسات مالية أخرى، إذا تبيّن أنها تساعد كوريا الشمالية في الالتفاف على عقوبات فرضتها الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن. وتضرّع ترامب «الى الله» لئلا يلجأ إلى استخدام القوة العسكرية ضد بيونغيانغ، مستدركاً أنه مستعد لفعل أي شيء لمنع «ديكتاتور كوريا الشمالية» من «تهديد ملايين الأشخاص». وأضاف بعد لقائه الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن: «لا يمكننا أن نسمح لكوريا الشمالية بتهديد كل ما شيّدناه». واعتبر أن الدولة الستالينية تشكّل «تهديداً عالمياً يستدعي تحركاً عالمياً»، مؤكداً استعداده لاستخدام القوة ضدها «إذا لزم الأمر». واستدرك لافتاً الى أن «أموراً تتحرّك»، وزاد خلال تفقده مقرّ قيادة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية: «حققنا الكثير من التقدّم. سنسوّي كلّ الأمور في النهاية. هناك دائماً حلّ ولا بدّ من التوصل إلى تسوية». من المنطقي أن تأتي كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات وتبرم صفقة جيدة بالنسبة إلى شعبها والعالم». ولمّح ترامب إلى إعلان مفاجئ اليوم، بقوله خلال عشاء دولة أُقيم على شرفه: «سيكون يوم غد مثيراً لأسباب كثيرة، سيكتشفها الناس»، علماً أنه سيلقي خطاباً اليوم أمام البرلمان الكوري الجنوبي. وأشاد ترامب ب «تعاون كبير» أبداه مون، على رغم تباينات سابقة في شأن كيفية مواجهة كوريا الشمالية، وباتفاق تجاري بين واشنطنوسيول. وأكد أن التحالف بين الجانبين «أقوى من أي وقت»، وتابع: «كنا فخورين بالوقوف إلى جانبكم عقوداً طويلة، بصفتنا صديقاً لا يتزعزع وحليفاً مخلصاً». وأعلن أن سيول ستشتري من واشنطن أسلحة ب «بلايين الدولارات، سواء طائرات أو صواريخ، لا يهمّ ما هي»، لافتاً إلى أن شي جينبينغ «أدى دوراً مفيداً جداً» في الملف الكوري الشمالي، وزاد: «نأمل بأن تؤدي روسيا دوراً مفيداً مشابهاً». وأكد مون الصفقات العسكرية المزمعة، معتبراً أنها «أساسية» بالنسبة إلى سيول. وأشارت الصحافة الكورية الجنوبية إلى بدء مفاوضات لشراء غواصات نووية، فيما ذكر ترامب أن الولاياتالمتحدة وافقت على إلغاء السقف المحدد لزنة رؤوس الصواريخ الباليستية في كوريا الجنوبية، وكان يقتصر على 500 كيلوغرام.