قدّر الإقبال على أقلام الاقتراع في كل المراكز في دائرتي جبيل وكسروان بحوالى 80 في المئة حتى الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر أمس، ولكن نسبة الاقتراع لم تتعد 5 في المئة. واشتكى الناخبون في معظم الأقلام من بطء رؤسائها، ومن قلة اقلام الاقتراع، وكان في الغرفة الواحدة عازلان، لكن رؤساء الأقلام لم يسمحوا بدخول شخصين معاً ليقترعا، تضاف الى ذلك عملية التدقيق البطيئة بالهويات من جانب الموظفين. وتشابهت الشكاوى. وانتظرت إحدى السيدات في أحد أقلام الاقتراع في مدرسة جبيل الأولى الرسمية، أكثر من ساعة في الطابور واستغرقت عملية اقتراعها أربعين دقيقة وحصل الشيء عينه في قلم غدير للنساء والرجال في دائرة جونية، فيما كان الوضع في مراكز الجرد مثل إهمج واللقلوق وقرطبا والقليعات وفاريا، أفضل بكثير لأن اعتدال الطقس في المرتفعات ساعد الناخبين على الانتظار. وكانت لافتة الطبيعة «الحضارية» للعملية الانتخابية في دائرتي كسروان وجبيل حيث التنافس على ثلاثة مقاعد في جبيل وخمسة مقاعد في كسروان، إذ تواجد المندوبون للوائح المتنافسة جنباً الى جنب، ولم تسجل أي حادثة تذكر أو أي إخلال بالأمن أو أي أعمال استفزازية من أي فريق كان. وتجاورت الألوان والشعارات، وتنافس الشبان والشابات على عرض اللوائح على الناخبين بكل تهذيب. وفيما لوحظ انتشار شعارات «التيار الحر» و«القوات اللبنانية»، لفت في القرى والبلدات الشيعية غياب أي تجمع لمندوبي مرشح قوى 14 آذار فارس سعيد أو المرشح ناظم الخوري وحتى للمرشح الشيعي مصطفى الحسيني، ما خلا المندوبين داخل أقلام الاقتراع. ونفذت القوى الأمنية إجراءاتها بصورة وصفت بالمثالية، وكان التزام بالقانون، خصوصاً ما يتعلق بإبعاد التجمعات عن أقلام الاقتراع أكثر من 75 متراً. عمشيت وفي بلدة عمشيت حيث أدلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بصوته، لم يكن هناك أي مظهر من مظاهر التحدي أو التشنج بين أنصار اللائحتين المتنافستين، لكن أنصار النائب وليد الخوري الذي ينافس ابن عمه ناظم الخوري المؤيد لرئيس الجمهورية، كانوا بحسب أقوال الأول «يشدّون على يدي في إشارة الى أنهم صوتوا لي ولكن لا يريدون المجاهرة بذلك لأسباب معروفة من الجميع في عمشيت وغيرها من المناطق». وكانت حركة الطرق «طبيعية» في كل الاتجاهات وفي المناطق الجردية والساحلية على السواء، باستثناء بعض المشكلات التي أثارتها مواكب مرشحين، ومنها واحد أجبر مرافقوه وهم من العسكريين في 8 سيارات جيب، كل السيارات على الاصطفاف خلفه صباحاً من الدورة حتى مدينة جبيل. جبيل وتمثل جبيل أكثر المدن كثافة في الدائرة التي تحمل اسمها، ويقترع فيها حوالى خمسة آلاف صوت، بينهم أربعمئة شيعي وخمسمئة أرمني وثلاثمئة سني والبقية معظمهم من الموارنة. وتوقع المرشح أبي رميا أن تحصل لائحة عون على أكثر من نصف عدد الأصوات بقليل، فيما رجح مناصرون للمرشح ناظم الخوري حصول لائحته على اكثر من النصف بكثير. وتأتي بعد جبيل بلدة قرطبا معقل المرشح سعيد، حيث يتوقع أن تكون نسبة الاقتراع ثلاثة لمصلحته مقابل واحد لمصلحة خصمه. ويعترف أبي رميا بأن للدكتور سعيد في قرطبا أكثر من «لائحة التغيير» ولكن ليس بالنسبة التي ذكرها خصمه. أما في البلدات المسيحية الأخرى مثل العاقورة وعمشيت والمنطقة الشمالية، فيقول جميع المتنافسين إن النسبة متقاربة جداً، أي بفارق خمسمئة صوت لهذا الفريق أو ذاك. ويقول أنصار لائحة 14 آذار - المستقلون إنهم يسبقون اللائحة الأخرى في المناطق المسيحية جرداً وساحلاً بأكثر من أربعة آلاف صوت ويتخوفون من أن يعطي الصوت الشيعي أكثر من هذا العدد للائحة المنافسة. أما المرشح أبي رميا والنائب وليد الخوري فأعربا عن ارتياحهما لسير المعركة وأكدا ان الفوز سيكون من نصيب لائحتهما بأعضائها الثلاثة لدرجة أن الترتيبات في حديقة النائب الخوري اتخذت للاحتفال بالنصر مساء الأحد أو يوم الاثنين. وتحتاج اللائحة للفوز الى حوالى 23 ألف صوت من أصل 40 ألف مقترع. كسروان الفتوح ولوحظ في عدد من أقلام الجرد مثل فاريا وعجلتون وريفون وعشقوت أن حضور «التيار الحر» كان كثيفاً، وأكد معظم المندوبين أن العماد عون في هذه المناطق «يحظى بالغالبية، لكن هؤلاء يجهلون ما إذا كان هذا كافياً للفوز»، «لأن المناطق الساحلية تتعاطف مع اللائحة المنافسة». ولكن هذه الصورة كانت حتى الساعة الواحدة بعد الظهر، أي قبل ست ساعات من إقفال الصناديق. الشكاوى وباستثناء الشكوى من بطء عملية الاقتراع في هاتين الدائرتين لم تسجل سوى بعض الشكاوى مثل ما حصل في أحد أقلام قرطبا حيث طرد رئيس القلم مندوباً ل «التيار الحر» وقال المرشح أبي رميا: «أبلغنا وزير الداخلية بالأمر ووعد بمعالجة الوضع».