الخطوات المميزة التي يوليها الاتحاد السعودي لكرة القدم لتطوير الفئات السنية داخل الأندية وخارجها من دعم وتشجيع خلال السنوات القليلة الماضية تعتبر أهم الخطوات لملاحقة المتقدمين علينا كروياً، وتقليص «الفوهة» بيننا وبينهم لدرجة «تحفزنا» لمزيد من العمل والدعم، فخطوة التركيز على اكتشاف المواهب الصغيرة، وصقلها ورعايتها بشكل احترافي أعتبره «سلاحاً» قوياً في إعداد أجيال ستكون لها كلمة في «زيادة» طموح التنافس للكرة السعودية على مستوى المنتخبات والأندية، فمع قرار منح الأكاديميات الكروية «ترخيصاً» من الاتحاد السعودي لكرة القدم، عقب تطبيق الشروط الأساسية، وكذلك رعاية مهرجانات للبراعم من سنوات باكرة في جميع مناطق السعودية، والتفات وزارة التربية والتعليم لدعم مثل هذه المسابقات والمهرجانات، وحرص بعض الشركات الخاصة على رعاية مهرجانات ومسابقات تهم البراعم والنشء، فنحن هنا نسلك أهم أدوات التطوّر كروياً، وهو يكفي أننا نعترف في الماضي بتقصيرنا نحو اكتشاف المواهب في سن باكرة، وتحملت الأندية مسؤولية ذلك وحدها، إلى أن عانت الكرة السعودية ما عانته، وأصبحت تتراجع، في الوقت الذي بدأت فيه منتخبات أخرى في قارة آسيا تحديداً تخطينا وتوسّع الفارق لدرجة «مقلقة» بالفعل للكرة السعودية، التي سجّل لها التاريخ من ذهب إنجازات عدة، حتى تولت «زعامة» قارة آسيا لسنوات عدة، وعلى رغم ذلك أقول إن «علاج» الأمر ولو متأخراً أفضل من الركون، وتبادل المسؤولية بين اتحاد القدم والأندية. ولضمان نجاح وتكامل هذا التوجّه من القيادات الرياضية في سعيهم القوي لصقل الموهبة مهارياً وفكرياً في هذه السن الباكرة لا بد أن تمنح أيضاً هذه المواهب مساحة أكبر خلال تنافسها على المستطيل «الأخضر»، وهو ما أعتبره «مكملاً» لمرحلة التكوين، التي عاشها اللاعب الصغير في أولى خطواته التدريبية، وهنا ننتظر أن يكون للجنة المسابقات برئاسة فهد المصيبيح «دور» فاعل في إعادة دراسة المنافسات السنية على مستوى الأندية السعودية، والاستعانة بخبراء التدريب للفئات السنية في الدول المتقدمة لتقديم تصوراتهم التي تلائم وضعية اللاعب السعودي في جميع مراحل الفئات السنية، وربما تكون «التوصيات» كما أنتظر بأن يمنح اللاعب فترة أطول أو يزداد عدد المباريات عن الوضع الحالي، وحينما أطالب بمشورة أهل الاختصاص والخبرة والابتعاد كلياً عن الاجتهاد فأنا «أنشد» تحقيق النجاح لمرحلة مهمة وحساسة يعيشها اللاعب الصغير، ولكي نضمن بنسبة كبرى نجاح المراحل الانتقالية التي يعيشها اللاعب ما بين فئة براعم إلى فريق الأولمبي. وصول اللاعب إلى مرحلة فريق الأولمبي أراها مرحلة إثبات الوجود، ومن خلالها سينال الكثير من اللاعبين «شهادة» الانتقال للفريق الأول، ومعها تبدأ «قصة» نجومية اللاعب، وإن كان هناك القليل جداً من لاعبي فئة الشباب ساعدتهم مواهبهم المميزة أو ظروف أنديتهم لمشاركة الفريق الأول، إلا أن الغالبية العظمى «نالوا» تذكرة المرور في مواليد الفريق الأولمبي، إذاً أهمية هذه المرحلة للاعب ما بين سن 20 و21 «تحتّم» كذلك على لجنة المسابقات واللجان ذات الاختصاص أن تعيد النظر في رفع سنوات لاعب الأولمبي بالقدر الذي يمنحه وقتاً كافياً لمقارعة زملائه في الفريق الأول، وهنا أنتظر من الأندية أن تبادر هي كذلك في تقديم مرئياتها عقب تجربتها الأولى التي شارفت على النهاية، فطرح المعوّقات مع اقتراحات قابلة للدراسة والنقاش، أرى أنه سيصب بالفائدة على «تقوية» مستوى المسابقة، وإيصالها إلى مستوى تنافسي «يجبر» أنصار الأندية على متابعة تفاصيلها. ماذا لو تم تعديل عمر اللاعب الذي تحق له مشاركة الفريق الأولمبي إلى ما دون 23عاماً؟ أليس هذا المقترح يستحق من الجميع دراسته، وسرعة إعلانه، حتى يكون هناك متسع من الوقت أمام الأندية لوضع برامجها ومخططاتها للموسم المقبل، وإن كنت «أشك» أن هناك مخططات مستقبلية في الغالبية العظمى من الأندية. [email protected]