تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب العمل مع طوكيو لإعادة يابانيين خطفتهم كوريا الشمالية، معتبراً أن عودتهم ستشكّل «إشارة بالغة الأهمية» من بيونغيانغ. تزامن ذلك مع إعلان اليابانوكوريا الجنوبية تشديد عقوبات على الدولة الستالينية. وخطف عملاء لأجهزة الاستخبارات الكورية الشمالية مواطنين يابانيين عاديين، في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، لتدريب جواسيس بيونغيانغ على اللغة والثقافة اليابانيتين. والتقى ترامب أهالي هؤلاء المخطوفين، الذين باتوا مسنين الآن، الذين رفعوا صوراً لأبنائهم، وبينهم والدة ميغومي يوكوتا ابنة ال13 سنة والتي خطفت عام 1977 عندما كانت عائدة من المدرسة إلى منزلها. وهي الأصغر سناً بين 17 يابانياً أكدت طوكيو خطفهم. وقال ترامب الذي أمضى أكثر من نصف ساعة إضافية اقتُطعت من برنامجه مع هؤلاء: «سمعنا قصصاً حزينة. سنعمل مع رئيس الوزراء (الياباني شينزو) آبي لمحاولة إعادة أحبائهم. يجب ألا يتعرّض أي طفل لمثل هذه الوحشية وألا يعيش أي آباء مثل هذه المعاناة». وبعد الاجتماع الذي كان مغلقاً، التُقطت صور للعائلات التي رفعت صور أبنائها، مع ترامب وآبي. وصافح ترامب عدداً منهم وغادر القاعة. وقال الرئيس الأميركي لاحقاً، في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: «أعتقد بأنها ستكون إشارة بالغة الأهمية إذا أرسلهم كيم جونغ أون إلى بلدهم. إذا أرسلهم، فسيشكّل ذلك بداية شيء مهم جداً، إذا تمكنوا من فعل ذلك». وقال تاكويا يوكوتا، شقيق ميغومي، إن ترامب كان يهزّ رأسه وهو ينظر إلى صورة لعائلة يوكوتا، وزاد: «لدي انطباع بأن الرئيس يعرف هذه القضية جيداً ويتعاطف معنا». أما هيتومي سوغا التي خُطفت عام 1978 مع والدتها لكن سُمح لها بالعودة عام 2002، فقالت: «كنت أشعر بتوتر، لكن الرئيس صافح كلاً منا بلطف». واعتبر شيغيو إيزوكا، شقيق يايكو تاغوشي، أن الاجتماع مع ترامب قد يشكّل «حجر أساس لنتحرّك» في هذا الملف. وكانت كوريا الشمالية اعترفت عام 2002 بخطف 13 يابانياً، لكن طوكيو تؤكد أن عددهم 17 على الأقل. وبعد شهر، سُمح لخمسة منهم بالعودة. وتؤكد بيونغيانغ أن الثمانية الآخرين توفوا، لكنها لم تقدّم أدلة على ذلك. وسلّمت رماد جثمان ميغومي يوكوتا إلى والديها، مؤكدة أنه بقاياها. لكن طوكيو شددت على أن تحاليل الحمض النووي أثبتت عدم صحة ذلك. وكان والدا ميغومي، شيغيرو وساكيه، التقيا الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خلال زيارته اليابان عام 2014. ويشتبه اليابانيون في خطف كوريا الشمالية عشرات آخرين من مواطنيهم، إذ تتحدث الشرطة اليابانية عن 800 حالة اختفاء. لكن اليابان ليست الدولة الوحيدة المعنية بحوادث الخطف الكورية الشمالية، إذ أصدرت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية عام 2014 تقريراً يفيد بأن عدد المخطوفين من دول أخرى يبلغ 200 ألف، معظمهم كوريون جنوبيون عالقون في كوريا الشمالية بعد الحرب الكورية (1950- 1953). ويضيف التقرير أن مئات آخرين، بينهم نساء من لبنان وتايلاند وماليزيا وسنغافورة ورومانيا وفرنسا، خُطفوا أو اختفوا أثناء إقامتهم في كوريا الشمالية بين 1960 و1980. وخطفت بيونغيانغ أخيراً عدداً من مواطنيها من كوريا الجنوبيةوالصين. وبناءً على اتفاق أُبرم في ستوكهولم عام 2014، أعلنت كوريا الشمالية أنها ستفتح تحقيقاً جديداً في شأن كل عمليات خطف اليابانيين، لكن التقدّم شبه معدوم. إلى ذلك، أعلن آبي في مؤتمر صحافي مع ترامب، أن بلاده ستجمّد اليوم «أصول 35 منظمة وشخصية كورية شمالية»، لتسوية قضية اليابانيين المخطوفين والتصدي للبرنامجين النووي والصاروخي لبيونغيانغ. كما أعلنت كوريا الجنوبية فرض عقوبات أحادية على 18 مصرفياً كورياً شمالياً مقيمين في الصين وروسيا وليبيا، مشيرة إلى أنهم «عملوا في الخارج وكانوا يمثلون المصارف الكورية الشمالية وشاركوا في التمويلات الضرورية لتطوير أسلحة دمار شامل». وأشار مسؤول حكومي إلى أن هؤلاء «يعملون في مؤسسات مالية كورية شمالية خاضعة لعقوبات الأممالمتحدة»، كما أدرجتهم الولاياتالمتحدة على لائحة سوداء. وكان ترامب اتهم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن بتبنّي نهج تصالحي إزاء بيونغيانغ. في غضون ذلك، شهدت اليابان إنذارات بوجود قنابل، وهذا حدث نادر في البلد، خلال زيارة ترامب. لكن الشرطة في طوكيو أعلنت أنها لم تعثر على أي متفجرات ولم توقف أي شخص.