تقطع دلال المشاري أكثر من 10 كيلومترات «عدواً» متخطية زميلاتها بإصرار وعزيمة، وعلى رغم أنها لم تشارك في مسابقات عالمية، إلا أنها تتسابق معهن وتعدو لأجل أن تكون لديها لياقة بدنية، إضافة إلى أنها تشعر بتحسن وسعادة إذا قطعت مسافات طويلة وسبقت مثيلاتها بمراحل، تقول: «على رغم ازدحام المكان ووجود الرجال، لم أجد أي مضايقات، ولم أشعر بالعيب وأنا أرتدي العباءة وأقطع مسافة طويلة». وتضيف قائلة: «في البداية الكل كان ينظر إليّ وعلامات التعجب تطير من فوق رؤوسه، سواء أكانوا رجالاً أم نساءً، ولكن مع مرور الوقت اعتادوا على وجودي، وأصبحت السيدات يشاركن معي في العدو، والكل يبتعد عن طريقي وأنا أعدو من بينهم، الجميع يفسح لي المجال من دون مشكلات، (تضحك) بصراحة هذه الرياضة مجانية في مكان مخصص لممارسة جميع أنواع الرياضة». وتشاركها الرأي عبير الزامل قائلة: «أنا أمشي وأعدو منذ عامين، ولم أواجه أي مشكلات أو يمنعني أحد، حقيقة لا أستطيع الاشتراك في النادي، بسبب ارتفاع الأسعار مقارنة باشتراك الرجال»، وتضيف قائلة: «أنا أمشي وألعب الكرة مع الصغار في ممشى الحي، وعلى رغم نظرات البعض إلا أنني لم اهتمّ بهم، أمشي وألعب الكرة في مكان عام ومخصص لممارسة الرياضة، لذلك لا أهتم لانتقادات الناس». وبعكس دلال وعبير، تلعب منيرة العبداللطيف كرة السلة والتنس في المنزل، إذ خصصت لها مكاناً في «حوش» المنزل، تقول: «يومياً في كل صباح ألعبها مدة ساعتين، كنت أهتم لاكتساب خبرة ذاتية، ولم أفكر في مشاركة دولية، والآن هدفي، إضافة إلى اكتساب الخبرة، أن التحق مستقبلاً بأحد الأندية الرياضية النسائية مدربة تنس»، وتضيف قائلة: «أعمل تدريبات مجانية لبنات الأقارب، وأخضعهن لمسابقة تنس دولية في صالة المنزل، حتى أمنحهن روحاً حماسية جيدة وأحبب هذه الرياضة لهن، فالتعليم ليس صعباً، كل شيء في الإنترنت، والتعليم الذاتي مع الممارسة ينجح، لكن لا بد من الإصرار وتحقيق النجاح». وتعلّق ابتسام الزهراني قائلة: «دائماً أعدو مع زميلاتي في الممشى، والفائزة تحصل على ميدالية ذهبية، لم أهتم للمشاركة العالمية كثيراً، ولكني سأشارك في مسابقة العدو المحلية التي تقام في الجامعات، لأنها تضيف شيئاً جديداً للنساء، فحن نتجدد كل يوم». وتشير إلى أنها مع زميلاتها يعدون أحياناً حتى تحت درجة البرودة العالية، إلا أنهن يعانين من ارتداء العباءة في ممشى الأحياء، وترى لو خصصت أماكن مغلقة في الحي لتستطيع المرأة اللعب والعدو بشكل خاص. وتضيف نعيمة السويد قائلة: «لي ثلاثة أعوام أمشي في ممشى الحي، وفي كل مرة أبحث عن المعلومات الرياضية والألعاب، لاحظت أن الكثير من الناس يمشون أو يعدون بشكل خاطئ، وكانت مبادرتي «نمشي صح» أول مبادرة إلكترونية وميدانية، من خلال نشر المعلومة والتوعية، كما أنني أساعد النساء حولي بطريقة المشي الصحيح والعدو، فغالباً العدو يحتاج لأرضية مسطحة، ولكن أغلب أماكن المشي التي خصصتها أمانة منطقة الرياض لا تناسب صحياً، فأصبح الجميع يعانون من الآلام في أقدامهم من دون أن يعلموا السبب». وتتمنى من أمانة منطقة الرياض توفير أماكن للمشي في الأحياء جميعها، ولكنها باستشارة اختصاصي رياضي قبل البدء في مشروعها، قبل أن يتضرر الكثير من الناس. وتوضح مؤسِّسة «مشاة الرياض النسائي» الدكتورة أسماء اليمني عن المبادرة التطوعية للمشي في الهواء الطلق، أنها لنشر ثقافة صحية، وإعطاء رسائل توعوية لتحفيز النساء في المجتمع لقطع مسافات تتجاوز 6 إلى 8 كيلومترات، مؤكدة أن المرأة تواجه صعوبة في ممارسة رياضة المشي بالحجاب الشرعي. وتقول: «نحن بصفتنا فريقاً تطوعياً، نشجع المشي في الأماكن العامة المهيأة للكبار والصغار الذكور والإناث على حد سواء، أيضاً نعمل على الاستفادة من المنشآت الرياضية المقامة في المراكز النسائية كالجامعات والأندية، إذ يتجاوز العدد في فريق مشاة الرياض النسائي 90 سيدة - وهو عدد كبير بالنظر إلى عمر الفريق الذي لا يتجاوز ثلاثة أشهر، وتصل أعمارهن من 8 أعوام إلى 70 عاماً». وتضيف قائلة: «لدينا العديد من البرامج لإقامة مارثون أو المشاركة في مرثونات، ونحن في حاجة إلى الدعم والرعاية، والمبادرة أسستها أنا ومعي زميلتان أكاديميتان (نورة العتيبي ونداء اليمني) وعمرها ثلاثة أشهر، ونحن نعمل بجد علي تجهيز المستندات والأوراق اللازمة لرفعها لتكون تحت مظلة الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، وكلنا أمل بدعم الأميرة ريما آل سعود لهذه المبادرة النسائية، لدفع عجلة الرياضة كثقافة في المجتمع الناعم».