قتل ستة أشخاص على الأقل اليوم (الأحد)، بهجوم انتحاري وسط مدينة كركوك شمال بغداد، والتي استعادتها القوات الاتحادية العراقية من الأكراد قبل حوالى ثلاثة أسابيع، وفق ما أفاد مصدر أمني. وأشار المصدر طالبا عدم كشف هويته إلى أن الهجوم وقع «قرب المقر السابق لقيادة الشرطة والذي تشغله حالياً سرايا السلام»، وهو فصيل عسكري تابع لرجل الدين مقتدى الصدر، ويشكل جزءاً من قوات «الحشد الشعبي». ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن هجومي اليوم، لكن التفجيرات الانتحارية من الأساليب المعروفة لمقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وذكرت مصادر بالشرطة أن الهجومين وقعا متتاليين بفارق زمني بسيط، وأضافت أن عدد القتلى قد يرتفع، لأن بعض الجرحى حالتهم خطرة. وقال ضابط من شرطة كركوك إنه «شارع مزدحم ومكان للباعة الجائلين. الإرهابيون أرادوا قتل عدد كبير من الناس». ويعتبر هذا أول هجوم من نوعه منذ أن بسطت الحكومة المركزية في بغداد سيطرتها على مدينة كركوك وأخرجت منها القوات الكردية التي كانت تسيطر على المدينة منذ ثلاث سنوات. وشنت الحكومة المركزية في بغداد هجوماً في 16 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لاستعادة المدينة وأراض أخرى في شمال العراق، يتنازع كل من بغداد والأكراد السيادة عليها، ردا على استفتاء كردي على الاستقلال. وتقدمت قوات الأمن العراقية نحو المدينة، ما اضطر قوات البيشمركة الكردية للانسحاب. كما أتاح انسحابهم لبغداد السيطرة على جميع حقول النفط التي تديرها شركة نفط الشمال الحكومية في شمال كركوك. وكان مسؤولون أمنيون عراقيون قالوا إن تنظيم «داعش» سيشن على الأرجح هجمات في العراق، بعدما انهارت تقريبا دولة الخلافة التي أعلنها وأضطر مقاتلوه للانسحاب من مساحات شاسعة من الأراضي في غرب وشمال البلاد. واستعادت قوات الأمن العراقية جميع الأراضي تقريبا التي كان التنظيم المتشدد يسيطر عليها. وما زال القتال جارياً في المناطق الحدودية مع سورية، حيث يتحصن المتشددون في بلدة راوة الصغيرة ومناطق حدودية قريبة.