توقع مختصون في القطاع السياحي أن تجتذب السياحة الداخلية خلال عطلة الربيع المقبلة أكثر من 70 في المئة من السياح السعوديين، بنمو يزيد على 40 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأرجعوا ذلك إلى الأوضاع والاضطرابات التي تشهدها معظم الدول العربية التي كانت تستقطب أكبر عدد من السياح السعوديين عموماً. وقال رئيس مجموعة الطيار للسياحة والسفر الدكتور ناصر الطيار، إن «الأوضاع والاضطرابات التي شهدتها كل من تونس ومصر والبحرين ودول عربية أخرى، جعلت وجهة السياح السعوديين إلى الداخل في جدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية وكذلك الرياض»، متوقعاً أن تستقطب السياحة الداخلية أكثر من 70 في المئة منهم، فيما ستتجه النسبة الباقية إلى الإمارات، وتحديداً مدينة دبي. وأشار إلى أن أوروبا وأميركا ودول شرق آسيا ستستقطب معظم السياح السعوديين خلال موسم الصيف المقبل، إذ إن الأوضاع في معظم الدول العربية التي يسافر إليها السعوديون بحاجة إلى وقت للاستقرار، خصوصاً مصر التي كانت الوجهة الرئيسية للسعوديين خلال السنوات الماضية. وأكد الطيار ل«الحياة» أن «كثيراً من وكالات السفر والسياحة بدأت تعد برامجها من الآن للدول الأوروبية وتركيا وشرق آسيا خصوصاً ماليزيا»، متوقعاً أن تبقى الإمارات محطة جذب للسياح السعوديين في جميع المواسم. واتفق معه نائب رئيس لجنة السفر والسياحة في غرفة الرياض محمد المعجل، وقال إن السياحة الداخلية في عطلة الربيع المقبلة ستشهد إقبالاً كبيراً من السعوديين ومن دول الخليج، إذ من المتوقع أن تشهد نمواً كبيراً يتجاوز 40 في المئة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي الذي شهد نمواً بنسبة 2 في المئة، وذلك نتيجة للجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاؤها في مجالس التنمية السياحية في مختلف مناطق المملكة، للترويج للسياحة الداخلية والتسويق لها. ولفت المعجل في حديثه ل«الحياة» إلى أن مناطق المملكة المختلفة تقوم كل موسم بتنظيم مهرجانات تسويقية وترفيهية، سواءً في فترة الربيع أو في فترة الصيف، مؤكداً أن السياحة الدينية الداخلية تأخذ نصيباً كبيراً من حجم السياحة الداخلية. ورجح أن تستقطب الإمارات، خصوصاً مدينة دبي نسبة من السياح السعوديين خلال فترة الربيع المقبلة التي تصادف مطلع الشهر المقبل، خصوصاً في ظل الاضطرابات التي تشهدها معظم الدول العربية التي كانت تمثل الوجهة الرئيسية للسياح السعوديين. من جهته، قال المتخصص في القطاع السياحي محمد القحطاني، إن السياحة الدينية في عطلة الربيع المقبلة ستستقطب أكثر من 70 في المئة من السعوديين والمقيمين، إذ من المتوقع أن تصل نسبة تشغيل فنادق مكةالمكرمة والمدينة المنورة خلال إجازة الربيع إلى أكثر من 80 في المئة، وأن تحقق الفنادق عائدات مالية تتجاوز 70 مليون ريال، مشيراً إلى أن جميع فنادق مكةالمكرمة والمدينة المنورة بدأت وضع الترتيبات والاستعدادات لاستقبال المعتمرين من جميع مناطق المملكة ودول الخليج العربية. ورجح القحطاني أن تشهد دبي إقبالاً كبيراً من السياح السعوديين، سواء على مستوى العوائل أو العزاب، إذ إن هناك طلباً كبيراً على الحجوزات خلال عطلة الربيع، وذلك عقب تحويل وجهة كثير منهم إلى الإمارات بدلاً من مصر بسبب الأوضاع الحالية التي تشهدها. ولفت القحطاني إلى أن مختلف مدن المملكة تنظم دائماً وخلال كل موسم إجازة مهرجانات سياحية وترفيهية يتخللها عدد من البرامج والمسابقات والهدايا بهدف تشجيع السياحة الداخلية واستقطاب أكبر عدد ممكن من المتسوقين والسياح.