وفرت «غرامات ساهر» على سعوديين عناء التفكير في قنوات لصرف ما جاءهم من رزق على حين بغتة، فأحد منغصات الفرحة كانت «فاتورة ساهر» التي خلطت الأوراق المادية عند كثيرين مذ أعلنت «الفلاشات البيضاء» عن نفسها في شوارع العاصمة ومدن أخرى منذ أشهر. مضاعفة الأسعار كانت عاملاً اكبر في الإنهاك المادي للمخالفين لقوانين المرور، لكن المشكلة الأكبر أن الكاميرات لن تتوقف عن التصوير والغرامات لن تتوقف عن التراكم. بين كل هذا يتساءل مواطنون: «هل بإمكان ساهر أن يعطيهم فرصة للاستمتاع برواتبهم؟». غمرت عبدالله المالكي فرحة هستيرية فور سماعه بالقرار جعلني في حالة هستيرية، «فالقرار سيحل الكثير من الإشكالات». لكن؛ وكما يقول المثل: «يا فرحة ما تمّت»، فمن وجهة نظر المالكي فإن «كاميرات ساهر» ستشاركهم الفرحة، لتأخذ نصيبها، «ورغماً عني سأخصص لساهر جزءاً من راتبي». فيما يأسف خالد الشيخ لكونه لن يستمتع بالراتبين كثيراً، «سأستغل جزءاً كبيراً من الراتبين في سداد مخالفات مسجلة علي في نظام ساهر»، ويستطرد: «مرغم أخاك لا بطل، فأنا مضطر للتسديد، بسبب تضاعف قيمة المخالفة، إضافة على أنني مضطر للسفر إلى خارج السعودية». ويضيف: «نظام ساهر لن يمهلني، فكلما تأخرت عن التسديد، فإن حصة ساهر ستكون اكبر من الراتبين». وقطع زياد العمري عهداً على نفسه، فور سماعه القرار، ألا يشاركه في راتبيه أحد، «حتى ساهر»، يقول: «قررت أن أعلن التحدي بيني ونظام ساهر، على ألا يصورني مخالفاً مهما كلفني الأمر». واصل العمري حذره وهو يراقب كاميرات ساهر تلتقط سائقين آخرين، «بين كاميرا وأخرى أراقب أصحاب المركبات أثناء اصطيادهم، وأتساءل: هل النظام سيمنحني فرصة الاستمتاع بالراتبين، وألا يشاركني فيها أم أنه سيكون ضيفاً ثقيلاً على حسابي البنكي». في حين تساءل محمد الشريف مازحاً: «هل من إجازة لنظام ساهر؟» قبل أن يواصل حديثه: «منحت لنا زيادة في الرواتب، وإجازة من أعمالنا لكي تكتمل فرحتنا بالقرارات، لكن كنت أتمنى أيضاً أن يمنح نظام ساهر إجازة أيضاً، لكي نستمتع بما جاءنا من خير، ونستفيد من الراتبين في قضاء مستلزمات وضروريات»، قبل أن يبتسم: «لكنه للأسف، لم يكن ضمن المشمولين بالإجازة، في حين شمله نصيب من رواتبنا».