أعاد خفر السواحل الليبي أمس (السبت) أكثر من 150 مهاجراً على متن زورق كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا، وذلك في إطار الجهود المتزايدة التي تبذلها ليبيا لمنع عبور المهاجرين للبحر المتوسط. واعترض خفر السواحل المدعوم من أوروبا القارب المطاطي الذي كان يقل مهاجرين قبالة الساحل بين بلدتي الخمس والقره بوللي شرق طرابلس بعدما غادروا ليلاً. وكان الزورق قريباً من سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي تقوم بأعمال الدورية في المياه الدولية، عندما تم توقيفهم ونقلهم إلى متن سفينة ليبية ما بدد آمالهم في الوصول إلى أوروبا. وقال باتريس إيماني (27 عاما) إن هذه هي محاولته الثانية للوصول إلى أوروبا عبر ليبيا. وكان إيماني محتجزا في مدينة الزاوية الواقعة غرب ليبيا في وقت سابق من العام الجاري، لكن أسرته دفعت أموالا مقابل إطلاق سراحه. وأوضح ربان السفينة الليبية التي أعادت المهاجرين إلى ميناء طرابلس إنهم أنقذوا المهاجرين من الغرق في ظروف صعبة بمساعدة إيطالية. وتابع «أنقذنا المهاجرين من الموت. كانت هناك سفينة إيطالية موجودة وهي التي قدمت لنا المساعد». ويبحر عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا انطلاقاً من غرب ليبيا التي تشهد انعداماً أمنياً وانهياراً اقتصادياً. لكن عدد المهاجرين تراجع منذ تموز (يوليو) بسبب منع الفصائل المسلحة الزوارق من المغادرة من أجزاء من الساحل. يضاف إلى ذلك النشاط المتزايد لوحدات خفر السواحل الليبي التي تلقت تدريباً ودعماً فنياً من إيطاليا والاتحاد الأوروبي. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان سياسة الاتحاد الأوروبي وقالت إنه يجب ألا يعود المهاجرون إلى بلد يواجهون فيه انتهاكات على نطاق واسع. وتسجل وكالات دولية المهاجرين بعد عودتهم إلى ليبيا قبل أن تنقلهم السلطات إلى مراكز اعتقال مكتظة. ويُعرض على بعض المهاجرين العودة إلى بلادهم في حين يظل آخرون قيد الحجز أو يبحثون عن طريق آخر. وكان غالبية من تم اعتراضهم أمس من دول غرب أفريقيا، فيما قدم بعضهم من بنغلادش. وكان بينهم امرأة واحدة. وقال المهاجرون إنهم دفعوا ما بين 1500 إلى 3000 دينار ليبي (176-353 دولاراً بسعر السوق السوداء) ليتم تهريبهم.