مدريد - أ ف ب - بدت إشارات الاستسلام واضحة على المدرب البرتغالي الفذ جوزيه مورينيو بعدما شاهد فريقه ريال مدريد يسقط أول من أمس في معقله «سانتياغو برنابيو» أمام سبورتينغ خيخون المتواضع (صفر-1) في المرحلة الثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم، ما سمح لبرشلونة بأن يقطع شوطاً كبيراً نحو الاحتفاظ باللقب بعدما ابتعد عن النادي الملكي بفارق 8 نقاط، إثر فوزه على مضيفه فياريال (1- صفر). «كنا ندرك حدودنا، اللاعبون أموات، الحظ جزء من كرة القدم وخصومنا تمتعوا بكل شيء على عكسنا»، هذا ما قاله مورينيو أمس بعد أن أوقف خيخون مسلسل المباريات التي خاضها البرتغالي على أرض الفرق التي أشرف عليها من دون هزيمة في الدوري عند 150 على التوالي، لأن الهزيمة الأخيرة للمدرب الفذ بين جماهير فريقه تعود إلى 23 شباط (فبراير) 2002 عندما خسر بورتو أمام بيرا مار (2-3) في الدوري البرتغالي (38 مباراة مع بورتو و60 مع تشلسي الإنكليزي و38 مع إنتر ميلان الإيطالي و14 مع ريال مدريد). وفي معرض رده على سؤال حول حظوظ فريقه باللقب وذلك قبل فوز برشلونة على فياريال، أجاب مورينيو «من الناحية الحسابية لم يحسم الدوري حتى الآن، لكن من الناحية الواقعية، إذا توسع الفارق من خمس نقاط إلى ثمانية، فستصبح حظوظنا مستحيلة». وافتقد مورينيو في المباراة إلى جهود مواطنه كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة وتشابي الونسو والبرازيلي مارسيلو، وهذه الغيابات أثرت كثيراً على النادي الملكي، ولعبت دوراً أساسياً في تلقيه هزيمته الأولى في ملعبه هذا الموسم بعد 22 انتصاراً متتالياً في جميع المسابقات. وواصل مورينيو «لا يمكن توقع كرة القدم، حصلنا على الكثير من الفرص للتسجيل... وفي نهاية المطاف لم يكن بإمكاننا الاكتفاء بالدفاع، وكنا مطالبين بالتسجيل، التعادل (صفر- صفر) كان سيعتبر نتيجة سيئةً أيضاً ولو أردنا اللعب من أجل التعادل (صفر- صفر) لفعلنا ذلك منذ البداية، هذه النتيجة (التعادل) تعتبر جيدة أمام توتنهام (الثلثاء المقبل في دوري أبطال أوروبا)، أو على الأقل ليست بالنتيجة الدراماتيكية». وعن إمكانية إشراك الثلاثي الذي غاب عن مباراة الأمس في مباراة الثلثاء أمام توتنهام، أجاب مورينيو «إذا لعب رونالدو، فسيكون ذلك مخاطرة مني ومنه، الأطباء يقولون إنه لن يكون جاهزاً قبل مباراة أتلتيك بلباو في عطلة نهاية الأسبوع المقبل، والأمر ذاته ينطبق على بنزيمة، أما مارسيلو فسيغيب لمدة أسبوعين». وفي المقابل أعرب مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا عن سعادته بالفوز على فياريال، لكنه حذر من الثقة الزائدة التي قد تكلف فريقه اللقب. وأضاف غوارديولا «نحن نسير بشكل جيد هذا الموسم، فقد فزنا بكأس السوبر في بدايته، كما أننا نسير حتى الآن بشكل جيد في البطولات الثلاث، وقد وسعنا الفارق إلى ثماني نقاط في الدوري، بهذا الفارق ومع بقاء ثماني مباريات فقط، فأنت لن تخسر الدوري إلا إذا اعتقدت أنك قد فزت بها منذ الآن». ومن المؤكد أن برشلونة سيقطع شوطاً كبيراً نحو الظفر باللقب للمرة الحادية والعشرين في تاريخه، في حال تمكن من تجنب الهزيمة أمام ريال مدريد في معقل الأخير «سانتياغو برنابيو» عندما يواجهه بعد أسبوعين في موقعة ال«كلاسيكو» التي كان حسم فصلها الأول بخماسية نظيفة في ملعبه «كامب نو». وسيكون الغريمان التقليديان على الموعد أيضاً في نهائي مسابقة الكأس المحلية بعد ثلاثة أيام على مباراتهما المرتقبة في الدوري، كما من المرجح تواجههما في الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا في حال نجح برشلونة وريال في تخطي شاختار دانييتسك الأوكراني وتوتنهام الإنكليزي. وفي حال بلغ قطبا إسبانيا دور الأربعة فسيتواجهان في المسابقة الأوروبية الأم للمرة الثالثة بعد عام 1960، عندما فاز ريال في ذهاب وإياب نصف النهائي بنتيجة واحدة 3-1 في طريقه إلى لقبه الرابع، ثم كرر الأمر ذاته بعد 42 عاماً وفاز في ذهاب نصف النهائي (2- صفر) في «كامب نو» قبل أن يتعادلا إياباً في «سانتياغو برنابيو» (1-1)، في طريقه إلى لقبه التاسع والأخير.