بغداد - رويترز - يلقي قرار رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي رفض تولي منصب في الحكومة الجديدة شكاً على مستقبل تكتله السياسي غير الطائفي بعد عام من فوزه في الانتخابات. يقول بعض المحللين ان علاوي يواجه محاولته اخراج العراق من اطار الحكومة المشكلة على اساس طائفي محكوم عليها بالفشل. ائتلاف «العراقية» بزعامته هو التكتل الوحيد في عراق ما بعد صدام حسين الذي يحظى بدعم من مختلف الطوائف والاعراق. وحصل على 91 مقعداً في البرلمان البالغ عدد مقاعده 325 العام الماضي لكنه فشل في بناء ائتلاف لإطاحة رئيس الوزراء نوري المالكي. وعندما اصبح واضحاً ان المالكي، وهو شيعي من حزب له جذور دينية، حشد ما يكفي من الدعم للبقاء في السلطة وافق تكتل «العراقية» على الانضمام إلى الائتلاف الحكومي. وعرض على علاوي منصب رئيس هيئة استشارية وطنية لكنه رفضها الشهر الماضي قائلاً انها تفتقر الى سلطة حقيقية. ويتطلع السياسيون في العراق الى المهلة التي حددها المالكي بعد احتجاجات الشوارع لأعضاء حكومته الجديدة لأظهار نتائج وألا أقيلوا. وعندها فقط تتضح التشكيلة الجديدة للحكومة العراقية. وترك قرار علاوي ائتلافه في حال انقسام، إذ يستمتع بعض اعضائه بجاه السلطة بينما يشعر آخرون بارتياح في معسكر المعارضة. ويقول ثمانية من نواب «العراقية» انهم سيتركون التكتل ومن المتوقع ان يعقبهم عدد اكبر من المنشقين. وسبعة من هؤلاء الثمانية شيعة. ويشكون ان التكتل يفقد شخصيته غير الطائفية ويصبح مطية للسنة وهو ما يمثل ارتداداً عن هدفه المتمثل في جسر الانقسامات في العراق التي غذت ثماني سنوات من الحرب. وعلاوي نفسه شيعي وكان حكم العراق لفترة وجيزة في ظل ادارة انتقالية عينتها الولاياتالمتحدة بين عامي 2004 و2005. لكن التكتل حصل على الدعم من السنة الذين شعروا بالإقصاء من حكومة هيمنت عليها بوضوح جماعات شيعية وكردية. ينص اتفاق الائتلاف الجديد الذي جرى التوصل اليه في كانون الأول (ديسمبر) بعد تسعة اشهر من الانتخابات على منح «العراقية» معظم المناصب التي حجزت للسنة في الحكومة السابقة. وذهب معظم هذه الوظائف الى شخصيات انضمت الى الكتلة من فصائل سنية. وقال حسن العلوي، احد النواب الشيعة الذين استقالوا من «العراقية» ان التكتل «فقد شخصيته العلمانية عندما قبل الانضمام الى الحكومة على اساس طائفي لا علماني». وأضاف ان الوظائف التي منحت للتكتل هي نفسها التي اعطيت لائتلاف «الوفاق» السني في انتخابات 2005. وما زال علاوي زعيم التكتل حتى الآن لكنه يفتقر الى النفوذ الذي كان سيمنحه له منصب رسمي مثل الذي يتولاه نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وهو سياسي سني مخضرم ضم جبهة «الحوار الوطني» التي يرأسها الى العراقية. وكثيراً ما يسافر علاوي نفسه الى الخارج، ما جعل من ينتقدونه يعتبرونه ليس منخرطاً في الجدل السياسي اليومي في العراق. وقال الباحث في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية يحيى الكبيسي ان انسحاب ثمانية اعضاء يمثل انتكاسة لمشروع علاوي غير الطائفي ويظهر ان دوره اخذ في الضعف. وأضاف ان هذا الانسحاب يضعف علاوي وليس تكتل «العراقية». فعلاوي لم يعد من الناحية العملية اقوى شخصية داخل التكتل. ورئاسته للتكتل لا تعطيه سوى سلطة معنوية داخل العراقية. وفي تحرك احدث صدى سياسياً توجه علاوي الشهر الماضي الى النجف للقاء رجل الدين المناهض للولايات مقتدى الصدر الذي كان قراره دعم المالكي لفترة ولاية ثانية حاسماً في التدافع نحو تشكيل حكومة جديدة العام الماضي. ويشير بعض نواب العراقية الى ان علاوي قد يسعى الى اجتذاب الصدر الى المعارضة في نهاية مهلة المئة يوم وتوقعوا تغييراً وزارياً.