اكتظت ساحات وجنبات حديقة الملك فيصل في القدير (شمال محافظة الطائف) أمس (السبت) بالزائرين لمهرجان ورد الطائف «عطرك ورد». وافتتح رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المهرجان، وجال على عروض الجهات الحكومية والأهلية المصاحبة المشاركة ضمن فعاليات المهرجان الذي تخلله عروض للفلكلورات الشعبية. واشتمل المهرجان على عروض للورد الخام، ومشتقاته من ماء ودهن ورد الطائف، وعرض طرق استخلاص تلك المشتقات تستمر لمدة 15 يوماً. وكشف عميد كلية العلوم في جامعة الطائف الدكتور صالح بازيد ل«الحياة» عن مشاركة الجامعة بخمسة أبحاث متخصصة في ورد الطائف. وبين أن الأبحاث الخمسة تقوم على استخلاص مركبات الورد الطائفي المائية أو مستخلصات «الميثانول»، لتضاف إلى بعض أنواع البكتيريا والفطريات، ومعرفة مدى وجود مضادات للمستخلصات المستخرجة من الورد. وأشار بازيد إلى أن الجامعة تسعى من خلال هذه الأبحاث إلى إثبات علاقة الطب بالورد بصفة علمية وموثقة، مفيداً بأن مجموعةً بحثيةً أخرى تعمل على كشف أنواع الميكروبات الموجودة على أوراق وأزهار وسيقان وجذور الورد، والتعرف على دورها ومدى تأثيرها في المنتج، فيما يجري أحد الأبحاث دراسات حول الأمراض التي تصيب الورد، ويدرس آخر تأثر الورد بمياه التحلية ومياه الصرف الصحي المعالجة، ملمحاً إلى أن هذه الأبحاث تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت لإعلان نتائجها. وأوضح أن هذه الأبحاث مختلفة في توجهها عما توصلت إليه الراحلة الدكتورة ناريمان أبو النصر قبل وفاتها، والتي قامت بزيارات حقلية ودرس جوانب عدة متعلقة بإيجاد سبل لمضاعفة إنتاج الورد مع الحفاظ على الجودة وتهجين الورد للخروج بمنتج حديث، مضيفاً أن قسم الطالبات يقوم بجهود لإخراج هذه الدراسة، والاستفادة منها. وفي السياق ذاته، شاركت الإدارة العامة للتربية والتعليم للمرة الاولى بجناحين، وكشف مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي عبدالله الزهراني عن تخصيص جناح لمشاركة الطالبات يضم توضيحات لكيفية إدخال الورد في أدوات الزينة والتدبير المنزلي، إضافةً إلى بعض الطرق التي تبين طباعة الورد الطبيعي على الورق والألواح الخشبية وتصميم الحدائق. ولفت إلى أن جناح الطلاب يحوي مطويات إرشادية للحفاظ على الورد وأساليب زراعته واستخلاص مشتقاته، مشيراً إلى مشاركة فرقٍ كشفية في عمليتي الاستقبال والتنظيم. ونصح الاختصاصي النفسي الدكتور رجب بريسالي بأهمية الحرص على وجود الورد وروائحه في المستشفيات والمدارس في ظل ضغوطات الحياة المعاصرة، وفي المنازل لتسهم في الحد من الخلافات الأسرية، وعزا ذلك إلى أن الألوان والروائح تضفي نوعاً من البهجة على النفس. وأكد ان مفعولها مثبت علمياً، خصوصاً لدى المحبطين أو من ينظرون إلى الحياة بمنظار أسود، وأضاف أن الألوان الزاهية ذات تأثير قوي وفعال في هذا الجانب، كاشفاً عن دراسات تجري في الغرب بغية إدراج الروائح ضمن العلاج النفسي، لافتاً إلى أن نتائجها الأولية كانت إيجابية بدرجة متقدمة.