كشف مساعد مدرب فريق الاتفاق سمير هلال، أسباب ضعف المتابعة الجماهيرية لبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، وابتعاد الإعلام عنها بشكل لافت وقال: «تعودنا كمنطقة عربية على التركيز على الفرق الأولى، التي تجذب مبارياتها اهتمامات الجميع، وأصبحت الشغل الشاغل للإعلام والجماهير كافة، وأهملت بقية المنافسات، بما فيها بطولة الفرق الأولمبي، وبطولتا الشباب والناشئين اللتان يمر عليهما الإعلام مرور الكرام، على رغم أن هذه البطولات هي مفتاح التقدم والتطور، بحكم وجود وجوه شابة تعتبر نواة لأي فريق ومنتخب، وهذا الأمر أضعف البطولة فنياً ومعنوياً». وأضاف: «الجميع كان يطالب بمثل هذه البطولات في السابق، وبعد إقرارها دخلت في إشكالية التوقيت، فالنسخة الحالية والتي هي مستحدثة أقيمت بعض مبارياتها مع مباريات بطولتي كأس الخليج وأمم آسيا الماضيتين، وبالتالي أصبحت بعيدة كل البعد عن التركيز الإعلامي، وهذا أمر آخر أسهم بشكل كبير في العزوف الجماهيري والإعلامي». وبيّن هلال بعض الحلول لإعادة التوهج للبطولة وقال: «ربما يكمن الحل الوحيد في إقامة هذه المباريات متزامنة مع مباريات دوري زين، وعندما يلتقي فريقا الاتفاق والشباب على مستوى الفريق الأول، يكون هناك لقاء بين الفريقين على مستوى الفريق الأولمبي، وهذا الأمر معمول به في قطر وهو ناجح، وعلى وسائل الإعلام كافة منح هذه البطولة اهتماماً كبيراً، فلك أن تتخيل أن هذه البطولات تقام من دون أن يعلم عنها أحد، على رغم أهميتها القصوى، فالنجوم كافة يأتون من مثل هذه البطولات، التي تكون بمثابة الصقل الفني لهم، واللاعب البارز يحتاج لمنحه ضوءاً من الإعلام حتى يبرز، ففي أوروبا تسلط الأضواء على مثل هذه البطولات، ويكون التركيز الإعلامي والجماهيري كبيراً ودافعاً معنوياً لبروز اللاعبين الشبان، وربما يسهم تخصيص برنامج إعلامي عبر القنوات الرياضية، وإعطاء مساحة في الصحف في منح وهج إعلامي لهذه البطولة يعيد الحيوية لها، كما هي الحال مع بطولات الناشئين والشباب». من جهته، طالب مدير الفريق الأولمبي بنادي القادسية وليد الناجم باستمرار البطولة، على رغم جفاء الإعلام وعزوف الجماهير وقال: «أسهم تزامن إقامة مباريات البطولة مع بطولة الخليج وآسيا ومعسكرات المنتخب الأول في خفت الضوء نسبياً، وعلى رغم ذلك فالبطولة تبقى مهمة لأنها الوسيلة الوحيدة لاكتشاف اللاعبين الصاعدين من فريق الشباب الذين لا يجدون فرصة في الفريق الأول، وما حدث للاعب ياسر الشهراني خير دليل، فهو قدم من هذه البطولة». وأضاف الناجم: «هناك نقل تلفزيوني واهتمام، بدليل أن القادسية نقلت له مباريات عدة، وتحصل على دخل إضافي، وهذه أمر ايجابي قد يغطي غياب بعض الصحف عن متابعتها كونها تقام للمرة الأولى بنظام الدوري للفرق كافة، وهذا منحها نوعاً من عدم القبول، ولا يعني ذلك فشلها، بل هي بطولة ناجحة، وفي الأيام المقبلة سنرى اهتماماً كبيراً، خصوصاً أن المنافسة في هذه البطولة كبيرة بدليل نتائج الهلال والاتحاد». من جانبه، قال لاعب نادي الخليج والمنتخب السعودي للشباب عبدالله السالم: «هناك تعتيم إعلامي كبير وعزوف جماهيري لافت في مباريات الفرق الأولمبية ومنافسات الشباب والناشئين، وهذا أمر محبط للغاية لأي لاعب، على رغم أن هذا الأمر لا يفترض حدوثه، فغالبية اللاعبين قدموا من فرق الناشئين والشباب، كما أن المطالبة السابقة بإقامة بطولة للفرق الأولمبية تفترض أن تدعم بعوامل النجاح، والاعلام ضلع كبير في معادلة نجاح هذه البطولة كما هي الحال مع المتابعة الجماهيرية، وللتغلب على هذه المشكلات أرى أن تقام المباريات في أوقات متزامنة مع مباريات دوري زين». وأكد المشرف السابق على القطاعات السنية والفريق الأولمبي لكرة القدم في نادي الاتحاد، محمد الرفاعي أنه لم يتم تهيئة فرق مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وأن إشراك الفريق الأولمبي لا يتجاوز إقامة البطولة لأنها ضمن روزنامة المسابقات المحلية، ولم يخف الرفاعي أن البطولة افتقدت لوهجها الإعلامي والجماهيري لعدم فصلها عن المسابقات الأخرى وعدم وجود لجنة مختصة لها، مشيراً إلى أن تحديد مواعيد إقامة المباريات في أيام السبت والأحد والإثنين أسهم في الغياب الجماهيري، وأضاف: «الإعلام عنصر مهم في الرياضة ودوره في توسيع الاهتمام باللعبة أو المسابقة، وللأسف الشديد يتجاهل الإعلام هذه البطولة بعكس المواسم الماضية التي كانت تشهد تنافساً لنظام خروج المغلوب، وأطالب بأن يكون لمسابقة الأولمبي هيئة خاصة كهيئة دوري المحترفين، تضع خطة زمنية لاختيار الوقت المناسب لإقامتها على أن تلعب في أيام نهاية الأسبوع، وباعتباري متابع عن قرب للبطولة، لم أجد الاهتمام الإداري من إدارات الأندية سواءً بالحضور للتدريبات أو حتى المباريات الرسمية، وفي اعتقادي أنهم سيكتفون بالحضور فقط في النهائي في حال وصول فريقهم، فمن باب أولى أن تكون المتابعة والاهتمام من مرحلة الإعداد التي يجب أن تكون وفق أسس ومعسكر خارجي إن تطلب الأمر». واستغرب الرفاعي من ضم لاعبين عدة في صفوف الفريق الأول وهم بمقدورهم اللعب في مسابقة الأولمبي، مشدداً على أن الفريق المختلط من لاعبي الأول والأولمبي المعمول به حالياً من الأجهزة الفنية في الفرق المشاركة لن يخدم مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد. وأضاف: «إن ضم عدد من اللاعبين لفئة الكبار يسهم في إنهاء المواهب سريعاً، إذ إن انضمامهم للفريق الأول لن يخدمهم، فالمشاركات الرسمية هي من تطور اللاعب وتصقل مهاراته وهذا يمكن تحقيقه من خلال المشاركة مع الفريق الأولمبي في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد». من جانبه، أشار المدرب السابق لفريق الأولمبي في الاتحاد والمدرب الحالي لفريق الناشئين، عادل الثقفي أن ثمة علاقة طردية بين اهتمام إدارة النادي بالمسابقة وتسليط الضوء على المنافسة من الإعلام الرياضي، مؤكداً أنه كلما كان الإعلام مسلطاً على الاستحقاق كان للإدارة اهتمام أكبر لفريق الأولمبي، وقال: «ما يدعم المسابقة إعلامياً حصر البث على التلفزيون السعودي لا غيره، حتى يحضى بمتابعة جيدة، وعلى سبيل المثال كان هناك مباريات على الجزيرة الرياضية في إطار مباريات مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وفي قنوات أخرى من الجزيرة نفسها ناقلة لدوري الإسباني أو الإنكليزي، فمن البديهي أن المتابع سيتجه لمتابعة هذه المباريات، فنقلها على التلفزيون السعودي قد يسهم في متابعة أكثر مع وجود استديو تحليلي قبل وبعد وبين شوطي المباراة». وطالب الثقفي أن يكون بدء مسابقة الأولمبي قبل انطلاق دوري المحترفين بشهر أو 50 يوماً وإن دعت الحاجة يتم استكمال الأدوار النهائية في بدايات الدوري، كما أكد أهمية زيادة الحوافز المالية للاعبين، مع تفرغ أشخاص من الاتحاد السعودي لكرة القدم لمتابعة البطولة كما هو المعمول به في القطاعات السنية والمسابقات الأخرى للفريق الأول. وقال: «يجب أن يكون هناك لجنة مختصة لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد لتنظيم جدولها والتنسيق مع الإعلام مثل قطاع الناشئين والشباب والأول فهذه القطاعات لديها منسقين إعلاميين فحريٌ بالأولمبي أن يكون لهم منسق يتواصل مع الإعلام، وعلى إدارات الأندية الاهتمام بفئة الأولمبي على اعتبار أنها النواة والمفرخ الحقيقي للكرة السعودية خصوصاً وأن لاعب الأولمبي لديه القدرة في اللعب مع الفريق الأول طالما وصل إلى مرحلة الأولمبي».