آمل بعد كتابة هذا الموضوع أن يُحدث رد فعل حقيقي وسريع، لا أن أجد قولاً أو وعداً مجردين من الحلول المنطقية. أريد أن أطالب بأقل حق من حقوقي ك»طالبة» أدرس في جامعة الملك سعود في الرياض، وهو العيش في بيئة نظيفة نقية وصحية، فالمحاولات البسيطة التي لا ترى أو لا تعد شيئاً، ما هي إلا نوع من إسكات الطلبة وإجحاف في حقوقهم. قليلاً تخيل نفسك وأنت تعاني مثل أي طالب يريد استخدام دورات المياه أعزك الله، بمجرد دخولك إليها تشعر بالغثيان لسوء النظافة، على رغم محاولات العاملات «البائسات» نظراً لعدم توافر أدوات النظافة الأساسية. لا أبالغ إن قلت إن استخدام أي من أدوات هذه الحمامات قد يعرضك للخطر فمن رقتها تجعلك عاجزاً عن استخدامها خوفاً من أن تتفتت أو تتكسر حتى قبل لمسها، علاوة على تسرب مياه المجاري والانسدادات المتكررة، إلى درجة أنني وفي أكثر من مرة أفاجأ بهذه المياه وقد غمرت أرضية دورات المياه من الخارج، فأضطر إلى العودة على رغم حاجتي لاستخدام الحمام. أما الماء فمعظم أيام السنة مقطوع، على رغم حاجة الطالبات للوضوء، خصوصاً أوقات الصلاة. بالفم الملئان أقول إن دورات المياه في هذه الجامعة العريقة أصبحت في حاجة إلى طبيب وليس عامل صيانة، فما أشاهده من أعطال قد يستغرق إصلاحها مدة تتجاوز السنة بكثير. الغريب في الأمر أن هناك وحدة صيانة متكاملة في الجامعة، ولكن لا أرى لها أثراً ملموساً، فالصيانة كما أعلم في كل المنظمات أو الجامعات أو أي مكان يضم وحدة تشمل صيانة جميع الأعطال وفي كل الأقسام، إلا أنه من ملاحظاتي البسيطة وجدت أن الأعطال لا يتصادف حدوثها إلا في دورات مياه الطالبات. المؤسف حقاً أننا في جامعة مصنفة عالمياً، ومع ذلك ما زلنا نقرأ عبارة «عفواً... يمنع دخول الطالبات» على دورات المياه الخاصة بالأستاذات، ولا أعلم هل الطالبات متسببات بتلك الأعطال؟ أم أنهن يحملن بكتيريا معدية؟ أم أنها عادة الفوقية المترسخة في معظم إداراتنا؟بغض النظر عن تقسيم دورات المياه بين الأستاذات والطالبات، إلا أن العدل يفرض أن تكون دورات المياه الخاصة بالطالبات في نفس مستوى النظافة والصيانة التي تلاقيها دورات مياه الأستاذات. فعلاً مجتمع غريب، ففي أسوأ الأماكن وأقذرها أعزكم الله نحب التعالي على بعضنا. إذا كان استخدام الطالبة لدورات مياه الأستاذات يعد تصرفاً مستهجناً فلمَ لا تتكفل الجامعة بصيانة شاملة في شكل أسبوعي؟