منذ ما يربو على أسبوع كامل، ظلت منسوبات «مدرسة ثانوية في محافظة جدة» يعشن وضعاً مأسوياً كبيراً جراء انقطاع إمداد المياه عن المدرسة طيلة هذه المدة، نتيجة خلل فني أصاب مضخ الماء من الخزان إلى قنوات توزيعها في الشبكة الداخلية للمدرسة. ووصفت إحدى منسوبات المدرسة المنقطعة عنها إمدادات المياه (تحتفظ «الحياة» باسمها)، الوضع بالسيئ للغاية في المدرسة التي يبلغ عدد الطالبات فيها أكثر من 700 طالبة، إضافة إلى 50 من معلمة وإدارية وعاملة. وقالت ل «الحياة»: «إن مشكلة انقطاع المياه ناتجة من عطل في جهاز ضخ المياه من الخزان، وحاولت إدارة المدرسة التواصل مع مسؤولي إدارة التربية والتعليم بالإبلاغ عن العطل، والتي بدورها بادرت بتحويل الشكاوى لإدارة الصيانة التابعة لإدارة التعليم، بيد أن جميع محاولات منسوبات المدرسة فشلت في التواصل مع الأخيرة، إذ لا أحد يجيب عن اتصالاتهن المتكررة على جميع أرقام الهواتف التي تم تزويدهن بها». وأضافت: «حاولت منسوبات المدرسة إصلاح العطل من خلال الاستعانة بمهندسين من خارج الإدارة، لكن باتت محاولاتهم بالفشل، إذ إنهم لم يتمكنوا من معرفة أسباب العطل في جهاز توليد المياه للمبنى». وأشارت إلى أن استمرار انقطاع المياه عن المدرسة يهددها ومنسوباتها بكارثة بيئية وصحية جراء التلوث الذي سيحدثه في حال الاضطرار لاستخدام دورات المياه، فضلاً عن ما سيصيب بعضهن لعدم استطاعتهن استخدامها بوضعها الراهن. وأوضحت منسوبة أخرى من المدرسة ذاتها (مصابة بمرض السكرى) أن عدم قدرتها على استخدام دورات المياه طوال فترة عملها في المدرسة (ثماني ساعات) تسبب لها في حدوث مضاعفات صحية كبيرة، وقالت: «لم أتمكن من الذهاب إلى دورات المياه نتيجة عدم وجود ماء يساعد على التصريف المعروف، ما تسبب في مضاعفات صحية لي، خصوصاً أني مصابة بالسكري ما لا أحتمل معه البقاء كل هذه الفترة من دون الذهاب إلى الحمام أكثر من مرة في الساعتين أو الثلاث»، مؤكدة أن المشكلات الصحية التي تعرضت لها نتيجة لذلك أجبرتها على الغياب وعدم القدرة على ممارسة عملها داخل المدرسة. وكشفت مريضة السكر بدء نسب الغياب بين منسوبات المدرسة في الارتفاع، إذ إن الكثيرات منهن لا يستطعن المكوث لفترات طويلة من دون الحاجة إلى دورات المياه أو استخدام المياه في النظافة الشخصية من غسيل الأيدي، فضلاً عن الوضوء والاستخدامات المعروفة سلفاً. وتتفق معها معلمة أخرى في المدرسة بقولها: إن انقطاع المياه عن المدرسة يعد مشكلة كبيرة تواجهها شخصياً، خصوصاً أنها تأتي يومياً من مكةالمكرمة إلى جدة، وأضافت: «إن عدم القدرة على استخدام دورات المياه داخل المدرسة لتلوثها بسبب انقطاع المياه عنها فترة سبعة أيام يعد مشكلة حقيقية، لا سيما أني أقطع مسافة طويلة يومياً من محل إقامتي في مكةالمكرمة إلى مقر عملي في جدة»، موضحة أنها فضلت الانقطاع عن العمل وعدم الحضور إلى المدرسة إلى حين حل مشكلة انقطاع المياه بها. بدورها، حاولت «الحياة» الاتصال بمدير الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات في محافظة جدة، لكنها لم تتمكن من التوصل إليه!.