دان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحادث الارهابي الذي استهدف مدنيين في نيويورك ليل الثلثاء. وقال الملك سلمان: «ندين ونستنكر بأشد العبارات هذا العمل الإرهابي». وجدد موقف المملكة العربية السعودية الثابت في رفض الإرهاب بأشكاله كافة. كذلك دانت دول خليجية الحادث وأعربت عن تضامنها مع الولاياتالمتحدة وادارة الرئيس دونالد ترامب في وجه «الارهاب والعنف والتطرف». (للمزيد) ولم تمضِ ساعات على اعتداء نيويورك الذي أودى بحياة 8 أشخاص وأصاب 11 آخرين بجروح، ليصبح الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ الولاية منذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001، حين سُجِّل مقتل 2600 شخص، حتى تحول الجدال إلى تراشق سياسي بين ترامب ومعارضيه الديموقراطيين حول تشديد إجراءات الهجرة وكون الفاعل سيف الله سايبوف الذي أصابه شرطي برصاصة في البطن قدِم من أوزباكستان عام 2010 من خلال آلية «يانصيب البطاقة الخضراء»، وهو البرنامج الذي يسعى البيت الأبيض إلى شطبه. ووصف ترامب منفذ اعتداء نيويورك «المروع» بانه «حيوان»، واعلن من البيت الابيض «علينا ان نكون أكثر صرامة واكثر ذكاء واقل مراعاة» في اختيار من يدخل الأراضي الأميركية. في حين ذكرت أنباء انه يفكر في ارساله الى معتقل غوانتانامو. ودهم مكتب التحقيقات الفيديرالية (إف بي آي) منزل سايبوف (29 سنة) في منطقة باترسون بولاية نيوجيرسي، وصادر أجهزة إلكترونية وأوراقاً كان بعضها مرمياً في النفايات للتأكد من صلته بتنظيم «داعش»، بعدما ترك رسالة مكتوبة بايع فيها التنظيم في موقع الهجوم . وأشار حاكم نيويورك أندرو كيومو إلى أن سجل المهاجم الذي يعمل سائقاً لدى شركة «أوبر»، تضمن سوابق وأنه اعتنق التطرف بعد وصوله إلى الولاياتالمتحدة، وهو مراقب من الشرطة. ووصفه بأنه «جبان منحرف ونموذج للذئب المنفرد في ظل عدم وجود دليل يشير إلى مؤامرة أوسع نطاقاً أو خطة أكبر». وإثر كشف السلطات هوية مرتكب الجريمة التي وقعت ليل الثلثاء بالتوقيت المحلي، أعلن ترامب فوراً عبر «تويتر»، أنه أمر بتشديد إجراءات التحقق من الأجانب الراغبين في دخول الولاياتالمتحدة. وكتب في «تغريدة»: «أمرت للتوّ وزارة الأمن الداخلي بتشديد إجراءات برنامج التحقق الصارمة أصلاً». وأضاف أن «النزاهة السياسية أمر جيد ولكن ليس هنا». وركّز الإعلام الأميركي على سايبوف، الأوزبكي المقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 2010، وقال أنه صاح «الله أكبر» لدى ترجله من الشاحنة شاهراً مسدساً وبندقية تبين لاحقاً أنهما مزيفان. وكان القضاء الفيديرالي علّق قبل أسبوعين، تطبيق الصيغة الثالثة من مرسوم ترامب للهجرة بدعوى أنه ينطوي على تمييز غير قانوني ضد رعايا 7 دول هي اليمن وسورية وليبيا وإيران والصومال وكوريا الشمالية وتشاد، ولا يعزز كما تقول إدارة ترامب الأمن القومي الأميركي. وحاول ترامب البناء على موقفه المتشدد في قانون الهجرة ودعوته خلال حملته الانتخابية، إلى فرض منع شامل للمسلمين من القدوم إلى أميركا. وقال في تغريدة أخرى: «علينا ألا نسمح لتنظيم داعش بالعودة أو الدخول إلى بلادنا بعدما دُحر من الشرق الأوسط وسواه. كفى!». وأكدت سلطات نيويورك أن الهجوم يحمل طابعاً إرهابياً، لكن من دون أن تتهم أي تنظيم بالوقوف خلفه، كما أن أي جهة لم تتبنَه في الحال، إلا أن الجدال اتخذ بعداً حزبياً ومسيساً أمس، مع انتقاد ترامب الإبقاء على نظام تأشيرات السفر في الولاياتالمتحدة، وإلقائه اللوم في ذلك على الديموقراطيين وزعيمهم في مجلس الشيوخ تشاك شومر. وحضّ الرئيس الأميركي على تطبيق نظام يعتمد على الكفاءة لقبول المهاجرين في البلاد، وكتب في تغريدة على تويتر: «جاء الإرهابي إلى بلادنا عبر ما يُعرف باسم برنامج تأشيرات الهجرة المتنوعة بنظام القرعة، ومن معجبيه تشاك شومر. أريد نظاماً على أساس الكفاءة». ورد شومر ومعارضون جمهوريون لترامب باتهام الأخير ب «تسييس الاعتداء» ونشر المغالطات حول مواقفهم من إصلاحات نظام الهجرة. يُذكر أنه خلافاً لاعتداء لاس فيغاس، والذي سقط ضحيته 58 شخصاً، ودعا ترامب على إثره إلى عدم تسييس الهجوم، صدرت نبرة مختلفة جداً من البيت الأبيض في اليومين الماضيين، إذ إن التشدد ضد «داعش» وفي قوانين الهجرة، ساعد ترامب في الوصول إلى الرئاسة. كما أن من شأن هذا الاعتداء مساعدة البيت الأبيض في نقل الجدال من التحقيق واعتقال مساعدين سابقين لترامب بتهمة التواطؤ مع روسيا وحشد القاعدة اليمينية خلفه، إلا أنه يُستبعد أن يمرر الكونغرس إصلاحات للهجرة في ظل الانقسام الحالي.