أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لوفد أميركي التقاه في القاهرة أمس، أن بلاده حريصة على مبادئ المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أية أسس دينية أو طائفية، في وقت دعا رئيس البرلمان علي عبدالعال خلال لقاءاته مع قيادات في الكونغرس الأميركي إلى عدم ربط المعونة الاقتصادية والعسكرية المقدمة لمصر بأي شروط سياسية. ويزور مصر الشهر المقبل نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، وسيلتقي السيسي وكبار المسؤولين المصريين، وعلى أجندته موضوع حقوق الأقليات خصوصاً المسيحيين، علماً بأن القاهرة ترفض تصنيف الأقباط ك «أقليات»، باعتبارهم «جزءاً من نسيج المجتمع». واستقبل السيسي أمس وفداً من قادة الطائفة الإنجيلية الأميركية، وأكد لهم وفق بيان لرئاسة الجمهورية أن مصر حريصة على إعلاء مبادئ المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أية أسس دينية أو طائفية، وترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي إن السيسي أشار إلى «حرص مصر على تعزيز جسور التواصل والتفاهم مع مختلف أطياف المجتمع الأميركي للتصدي للتحديات التي تواجه البلدين»، ولفت إلى «إيمان مصر الراسخ بأن قبول التعدد والاختلاف والتنوع هو الإطار العام الذي يجب أن يجمع شعوب العالم». وأكد السيسي أن «القضاء على الإرهاب في المنطقة وخارجها لن يتحقق إلا بالعمل الجماعي وتبني المجتمع الدولي استراتيجية متعددة الأركان، بحيث يتم التعامل مع كل العناصر والأطراف الداعمة للتنظيمات الإرهابية، بما يحول دون حصولها على مأوى أو سلاح أو معسكرات تدريب أو تمويل». وتزامنت زيارة الوفد الأميركي مع طلب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس أيد رويس من رئيس البرلمان المصري، الذي يزور واشنطن على رأس وفد لدعم العلاقات بين الدولتين، «توضيحات» حول أوضاع المسيحيين في مصر، ما عدّ مؤشراً إضافياً الى اهتمام الولاياتالمتحدة بملف المسيحيين في مصر قبل مباحثات مرتقبة لنائب الرئيس الأميركي في القاهرة. وقال عبد العال لنواب أميركيين أن «الرئيس السيسي دأب على الدعوة إلى التسامح الديني، وقدم مساعدات لإعادة بناء الكنائس تضررت من جانب تنظيم داعش الإرهابي وجماعة الإخوان»، مشيراً إلى «الخطأ» في اعتبار الجماعة «كياناً سياسياً شرعياً»، إذ تمتلك «خلايا إرهابية وميليشيات»، وتشجع على «أيديولوجية متعصبة» تعبر عن الكراهية ضد الأديان الأخرى والتمييز ضد المرأة. وطالب رئيس البرلمان المصري الدكتور علي عبدالعال خلال لقائه رئيس لجنة اعتماد العمليات الخارجية في الكونغرس هارولد هال روجرز، ب «تفهم أهمية استمرار المساعدات الأميركية لمصر من دون ربطها بشروط سياسية». وكان الكونغرس الأميركي قرر في نهاية آب (أغسطس) الماضي خفض المساعدات الأميركية الاقتصادية إلى مصر، وإرجاء جزء من المساعدات العسكرية، بدعوى «القلق الأميركي من ملف حقوق الإنسان». وقابلت مصر القرار آنذاك بالتحذير من تداعياته السلبية. والتقى الوفد البرلماني المصري الرئيس المناوب لمجلس الشيوخ الأميركي أورين هاتش عضو لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور تيد كروز، وأشار عبدالعال خلال اللقاءين إلى التناقض بين قرار خفض المساعدات الأميركية إلى مصر ومتطلبات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ما يعكس انطباعاً بعدم استقرارها. ورد هاتش: «قد تكون هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر، لكن نستطيع حلها عبر الحوار. استقرار مصر يعني تحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط».