أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حرص مصر على تحقيق التوازن الدقيق بين حماية الحريات الأساسية وحقوق الإنسان من جانب، وحفظ الأمن والاستقرار وعدم الإضرار بمصالح المواطنين وحقوقهم من جانب آخر، فيما أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن الأزهر يقوم بمجهود كبير في تجديد الخطاب الديني، مشدداً على أن مناهج الأزهر «لا تُخرج متطرفين». وشدد الرئيس المصري، خلال لقائه أمس وفداً برلمانياً ألمانياً يزور بلاده، على أن التحديات الجسام التي تفرضها الظروف الإقليمية والدولية تستلزم تعزيز التعاون بين القاهرة وبرلين، ودعا إلى «مواجهة توظيف الجماعات الإرهابية للفهم الخاطئ للدين في تحقيق أهدافها السياسية، وأكد أن بلاده تعمل على ترسيخ «المساواة وقبول الآخر». وكان وفد مجموعة الصداقة المصرية - الألمانية في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، برئاسة كارن ماج، الذي وصل إلى القاهرة قبل يومين أجرى نشاطاً برلمانياً، قبل أن يلتقي السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي أمس في حضور وزير الخارجية سامح شكري، حيث لفت الرئيس المصري إلى «الزخم المتصاعد في العلاقات بين القاهرة وبرلين، ورأى أن زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى مصر مطلع الشهر الجاري «شهدت نقلة كبيرة في مستوى الشراكة بين البلدين»، ونبه السيسي إلى أن الظروف الإقليمية والدولية وما تفرضه من تحديات جسام على مصر وألمانيا، «تستلزم تعزيز التشاور والتعاون على المستويات كافة». ونقل الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف عن أعضاء الوفد الألماني «حرصهم على تعزيز علاقات الشراكة الوثيقة بين البلدين»، وأشادوا ب «ترسيخ مصر حالة الأمن والاستقرار في مواجهة التحديات الإرهابية المتنامية في المنطقة، والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة بما ساهم في عودة الاقتصاد المصري إلى المسار السليم»، وأكد أعضاء الوفد «أهمية دور مصر، في استعادة الاستقرار في المنطقة وتسوية الأزمات القائمة بها، فضلاً عن التصدي للإرهاب والتطرف على المستويات كافة، من خلال جهود مصر لدعم التسامح الديني والتعايش المشترك». وأوضح الناطق الرئاسي أن السيسي عرض خلال الاجتماع تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، مؤكداً حرص مصر على «تحقيق التوازن الدقيق بين حماية الحريات الأساسية وحقوق الإنسان من جانب، وحفظ الأمن والاستقرار وعدم الإضرار بمصالح المواطنين وحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية من جانب آخر»، قبل أن يتطرق إلى الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى «أهمية الفهم الصحيح للدين، وتصويب الأفكار الخاطئة ومواجهة توظيفها لتحقيق أهداف سياسية، فضلاً عن إعلاء قيم المساواة وقبول الآخر حتى في حال الاختلاف، طالما كان ذلك بالوسائل السلمية». وأضاف البيان الرئاسي أن اللقاء شهد بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في عديد من المجالات، بخاصة في ما يتعلق بالتعليم الفني والتدريب المهني والزراعة، وأكد السيسي ترحيب مصر بالاستثمارات الألمانية الجديدة. وكان الوفد البرلماني الألماني زار البرلمان المصري وأجرى لقاءات عدة بدأت برئيس البرلمان علي عبدالعال، كما حضر اجتماعات مع اللجان النوعية في المجلس، قبل أن يلتقي رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، حضر بعدها مأدبة عشاء في النادي الديبلوماسي المصري أقامها لهم نواب في البرلمان. وأكدت رئيسة الوفد كارين ماغ أهمية اللقاءات التي عقدها الوفد في القاهرة، والردود الموضوعية في العديد من الملفات التي تم تناولها، ولفتت إلى إيجابية الزيارة التي تأتي عقب زيارة المستشارة الألمانية ما يؤكد عمق العلاقات القائمة بين البلدين. في غضون ذلك، قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن الأزهر يقوم بمجهود كبير في تجديد الخطاب الديني، ويؤمن بأن التجديد من لوازم الشريعة الإسلامية. وأضاف الطيب، في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان في الجلسة الافتتاحية لفاعليات مؤتمر دولي عن «تجديد الخطاب الديني»، أن مسألة «تجديد الفكر الديني في الأزهر محسومة، وليست كما يزعم البعض، الذي يجهل حجم الأزهر ومكانته وأنه لا يتأثر بتلك الأقوال». ولفت إلى تشكيل لجنة لإصلاح مناهج التعليم قبل الجامعي في الأزهر، لكن للأسف ما زال بعضهم يتحدث عن مناهج الأزهر، مشدداً على أن مناهج الأزهر «لا تُخرج متطرفين». وأكد أن أزمة الخطاب الديني ليست في مناهج الأزهر وإنما في الأداء المنفلت الذي يمارسه بعضهم والتطفل على الموائد الدعوية من قبل غير المتخصصين، مشدداً على أن الأزهر ماضٍ في طريقه ولن يلتفت إلى من يحاولون النيل به والعبث بقوانينه.