مونتريال - أ ف ب - يتنقل «سيرك دو سولاي» في كل أرجاء العالم، من لاس فيغاس الى ماكاو، على وقع موسيقى ألفيس بريسلي والبيتلز ومايكل جاكسون، وتحت وهج الانوار والعروض البهلوانية، ويتوقع أن يجني مليار دولار في العام 2011. تأسس السيرك في العام 1984 على يد غي لاليبرتي، وهو ملتهم نيران ورجل أعمال متبصر. وهذا السيرك هو الاكبر في العالم وأشبه بتحفة فنية مبتكَرة تجمع بين المسرح والعروض المنوعة وعروض الشارع. ويملك لاليبرتي اليوم حصة 80 في المئة من المشروع، وتعود ال 20 في المئة الباقية الى مجموعة دبي العالمية المتخصّصة بالاستثمارات العقارية. وسجل «سيرك دو سولاي» عائدات بلغت 850 مليون دولار في العام 2010، وستتجاوز عتبة المليار دولار في العام 2011، كما يقول مديرها العام دانيال لامار. وكل ذلك بفضل ثلاثة استعراضات جديدة، من بينها استعراض يتمحور حول مايكل جاكسون سيُطلَق في مونتريال، وآخر بعنوان «إيريس» يتعلق بتاريخ السينما سيقام في لوس انجليس. لا تزال المجازفة كبيرة، فتكاليف التحضير لكل استعراض تراوح بين 50 و60 مليون دولار، بحسب لامار، ويجب ان يدوم عشر سنوات، لكن «سيرك دو سولاي» لم يخسر قط المال في أي عرض، وتُراوِح مردودية استثماراته بين 25 و30 في المئة، تبعاً للعروض. يقول مدير هذه المؤسسة، التي تضم 5000 موظف من 49 جنسية موزعين بين مقر مونتريال و17 عرضاً في أنحاء العالم، من لاس فيغاس الى طوكيو: «إنها تجارة مربحة». الخطب الوحيد في سلسلة النجاحات، هذه هو أن الفنانين الذين يؤدّون العروض في السيرك يعملون بموجب عقود محددة المدة، ما يَحُول دون انتسابهم الى النقابات. وشروط عملهم محاطة بسرية تامة. يشير ميشال بوشمين، المدير العام ل «نقابة محترفي فنون المسرح في كيبيك»، التي تجمع وتمثل مصممي ديكور وأزياء وإضاءة وأكسسوارات، الى أن «ظروف العمل بعيدة كل البعد عن المثالية، على الاقل حسبما يشاع في أوساطنا». لكن رينيه كلود مينار، الناطقة باسم «سيرك دو سولاي»، تقول إن هذه «الشائعات مضللة. لدينا أكثر من 1500 فنان ويعملون بموجب عقود قابلة للتجديد، لكن معدل تبديل موظفينا منخفض جداً، ويبلغ 20 في المئة، وغالباً ما يعود الى إصابات جسدية أو تغيير مهني». في الواقع، لم تُرفع أيُّ شكاوى في الفترة الأخيرة، و «سيرك دو سولاي» يوفر فرصاً مهنية لا مثيل لها. عروضه الخالية من الحيوانات عالمية، لكنها تستمد جذورها من تفجُّر الإبداع الكيبيكي في سبعينات القرن الماضي المنبثق من اجواء السلام والتحرر الجنسي والمخدرات بعد العام 1968، والمقرون بالتأكيد على الهوية الثقافية المميزة للأميركيين الفرانكوفونيين. أحد أسرار نجاح المشروع هو عروضه المنوعة، ف «سيرك دو سولاي» يقدم سبعة عروض دائمة في لاس فيغاس، من بينها «لاف» على وقع موسيقى فرقة البيتلز، الذي أُطلق في العام 2006، ويُعرض 10 مرات أسبوعياً في قاعة تضم ألفي مقعد. وتقدَّم عروض دائمة أخرى في أورلاندو في ولاية فلوريدا وفي ماكاو (الصين) وطوكيو. وهناك أيضاً عروض نقالة، إما تحت خيمة سيرك (لكن يجب أن تستقطب 100 ألف مشاهد في كل مدينة لتكون مربحة) أو في ميادين مفتوحة حيث يجب أن يتجاوز عدد الحاضرين عشرة آلاف لتكون مربحة.