نحن نعرف أنّ الرياضة لا تقتصر على كرة القدم وحسب، بل وحتّى الدول المبدعة في كرة القدم على الصعيد العالمي، تجدها مبدعة في ألعاب أخرى كثيرة، فالبرازيل مبدعة في كرة الطائرة، وفي رياضات سباقات السيارات وغيرها. وإيطاليا مثلها وتزيد عليها في ألعاب أخرى كثيرة، وبريطانيا مبدعة في الرياضات المائية والرجبي والكريكيت، والأميركان الذين دخلوا عالم كرة القدم بجدّيّة قبل عقدين أو ثلاثة من الزمان، مبدعون في كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأميركية والجمباز ورياضات سباقات السيارات، ولن أتحدث عن الصين واليابان، لكي لا تأخذ قائمة ألعابها باقي مساحة المقال. ولكن لأنّنا في المملكة «فاهمين» الأمور «على كيفنا»، فسأفترض جدلاً أنّ «الرياضة» هي كرة القدم فقط، وذلك لما نراه من تسخير للميزانيات والإعلام والاهتمام من جميع القطاعات، إذ تنال كرة القدم نصيب الأسد.. بل وحتّى النمر والذئب، والتعلب الذي فات فات، وفي ديله سبع لفّات...، فلنسأل أنفسنا بعض الأسئلة: - السن الذي تكتشف فيه الدول المتقدّمة المواهب الكروية يبدأ من سن الست سنوات، إذ يتم البدء بصقل الموهبة، وغربلة المواهب الصغيرة، ليخرج لنا في النهاية منتخب براعم ومن ثمّ منتخب ناشئين، يمكنك أن تنافس به في أعتى بطولات العالم. نحن في المملكة، متى نكتشف الموهبة ومتى نصقلها ومتى نغربلها؟! أترك الجواب لأصحابه. - طيّب، في تلك الدول، لديهم آليات لاكتشاف هذه المواهب الصغيرة في المدارس، بالتعاون مع وزارة الرياضة ووزارة الصحّة، (وزارة الصحة التي تملك عيادة طبيّة في كل مدرسة، بل وتملك ملفاً طبّياً إلكترونياً لكل طالب!.. نعم، «شفيكم مستغربين؟»، هل نملك نحن مثل هذه الآليات؟ وهل نستطيع أن نحصل عليها خلال «مممم»! خلال! فلنقل، خلال القرن الحالي (لكي لا أحرج أحداً)، وسأترك الجواب لأصحابه. - في تلك الدول، لديهم آلية تحفيز لإدارات المدارس وإداراة النشاط الرياضي التابعة لوزارات التربية والتعليم، تجبر معلّمي التربية البدنية والإدارة المشرفة عليهم في وزارة التعليم، على الخروج بحد أدنى من المواهب سنوياً!، بل والاستمرار بتنمية مهارات المواهب المكتشفة في السنوات السابقة في نفس المدرسة. ما هي الحوافز التي نصرفها نحن لهؤلاء الذين من المفترض أن يكونوا «الحضّانة» التي تحتضن هذه المواهب حتّى تصل للجهات التي تصنع منها نجوماً وأبطالاً وطنيين؟! سأترك الجواب لأصحابه. - في أنديتنا، يوجد فرق للناشئين، بل وللبراعم، هذه الفرق تتكون من لاعبين جيدين عادةً، وكل هؤلاء اللاعبين الجيدين، هم اللاعبون الذين سمحت لهم ظروفهم للوصول للنادي واللعب فيه، وهذه الشريحة يا أخوة ويا أخوات، لا تمثّل ولا 10 في المئة من عدد المواهب الموجودة، حيث ال90 في المئة الباقية، والتي من المؤكّد أنّها تتضمن لاعبين أفضل بكثير من الشريحة التي استطاعت الوصول والتسجيل في الأندية. السؤال: هل هناك آلية ستسمح للأندية باستغلال الحدائق العامة ومرافق المدارس الحكومية في أوقات ما بعد الدوام الرسمي، لتقوم أجهزتها الفنية بعمل مراكز تدريب وتأهيل للنشء بالقرب من منازلهم؟! (وبالتالي تطمئن قلوب أهاليهم لقربهم ولوجودهم بين يدي أناس ذي أخلاقيات ومهنية عالية، ويوفرون الوقت الذي يقضونه بالتنقل من البيت للنادي.) وكالعادة، سأترك الجواب لأهله. أشعر بالملل أحياناً عندما اضطر لتكرار نفس الموّال، وعلى مقام مختلف عن سابقه! بل وأشعر بالأسى عندما يأتيني الشعور بأننا سنستمر ننفخ في نفس القربة «المشقوقة» لسنوات إضافية... قد تطول... وقد.... وقد تطول أيضاً. www.almisehal.net