يبدأ اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة عمل إلى طهران يجري خلالها «مشاورات شاملة» مع نظيره الإيراني حسن روحاني، تركّز على التعاون الثنائي، لا سيّما في الطاقة والملفات الإقليمية الساخنة، وعلى رأسها الوضع في سورية. وستُعقد خلال الزيارة، قمة ثلاثية بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن «التعاون الإقليمي مفيد جداً لتطوير الدول اقتصادياً ولتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف أن المجتمعين سيناقشون «ملفات إقليمية، خصوصاً (الوضع في) سورية». وأعلن الكرملين أن جدول الأعمال في الشقّ الثنائي من الزيارة، يشمل محادثات لبوتين مع المرشد علي خامنئي. وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن المحور الأساسي للنقاش فيها سينصبّ على تعزيز التنسيق والتعاون في الطاقة، إضافة إلى «مسائل تهم البلدان الثلاثة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وإنسانياً». وكان لافتاً أن وسائل الإعلام الرسمية الروسية أولت اهتماماً خاصاً للقمة الثلاثية، مع ربطها بتصعيد الولاياتالمتحدة ضغوطها على روسياوإيران و «دفع الطرفين إلى خوض مواجهة تستند إلى العقوبات والحصار»، وفق تعليق نشرته وكالة «نوفوستي». وأشار معلقون روس إلى سعي موسكو لتعزيز التنسيق الثلاثي، على رغم أن باكو تُعتبر حليفاً أساسياً للولايات المتحدة في منطقة جنوب القوقاز، في إشارة إلى حاجة ملحة لأذربيجان للتعاون مع روسياوإيران، في ملفات أبرزها مسألة خطوط إمدادات الطاقة. وكان رؤساء الدول الثلاث عقدوا أول قمة مشتركة في باكو عام 2016، أسفرت آنذاك عن إبرام اتفاق تضمّن «خريطة طريق» لتعزيز التعاون والتنسيق في كل المجالات، خصوصاً في «مكافحة الإرهاب، وتسوية المشكلات الإقليمية وتطوير التعاون في الطاقة وخطوط الإمداد». وتأتي زيارة بوتين طهران، بعد يوم على بدء العمل في مشروع توسيع محطة «بوشهر» النووية، وفقاً لعقد أبرمته روسياوإيران عام 2014. وشارك مسؤولون روس أمس في إطلاق الأعمال الإنشائية لتشييد وحدتين جديدتين لتوليد الطاقة في «بوشهر»، في حضور رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي. واعتبر خبراء روس أن توقيت إطلاق العمل في مشروع «بوشهر2» وجّه رسالة إلى واشنطن مفادها أن موسكو عازمة على تنفيذ التزاماتها، وفق العقد الموقّع مع طهران، ومتابعة تعزيز تعاونهما في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، بصرف النظر عن تصعيد الولاياتالمتحدة ضغوطها على إيران. وتُقدر قيمة العقد بنحو 10 بلايين دولار، وينصّ على تشييد مفاعلين ذريين آخرَين في «بوشهر»، على أن يتم الاتفاق لاحقاً على تشييد 4 مفاعلات أخرى. وتسلّمت موسكو مطلع العام دفعة أولى من قيمة العقد، واتفق الجانبان على إطلاق العمل بالمشروع قبل نهاية السنة. وأعلنت شركة «أتوم ستروي اكسبورت» الروسية التي تتولى العمليات في «بوشهر» أنها تخطط لبدء تشييد وحدات التوليد الثانية في المحطة الكهروذرية عام 2019. وبدء تشغيل المفاعل الثاني مُقرّر في تشرين الأول (أكتوبر) 2024، فيما حدّد العقد موعد تشغيل المفاعل الثالث في نيسان (أبريل) 2026. واعتبر صالحي أن هذا المشروع يشكّل «رمزاً للتعاون الاستراتيجي بين إيرانوروسيا»، لافتاً إلى أن تعاون الدولتين في «بوشهر» يوجّه «رسالة مهمة جداً». ورأى أن محطة «بوشهر» باتت «ذائعة الصيت» في العالم، مقراً في الوقت ذاته بأن «دخول إيران عالم الصناعة والتكنولوجيا تم بفضل جارتنا الكبيرة والجيدة روسيا». على صعيد آخر، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي أن وزارته تنشئ مراكز «بيانات في عمق 200 متر تحت الأرض، في مختلف أنحاء البلاد، تقاوم هجمات صاروخية».