لعب «فيسبوك» أخيراً دوراً في تحريك همم الشبان، نحو التواصل وفتح آفاق جديدة للإفادة من منافعه، ولم يكن مستغرباً أن يدخل موقع التواصل الاجتماعي على خط انتخابات مجالس الغرف التجارية. «الحياة» رصدت عدداً من صفحات مرشحي انتخابات مجالس الغرف التجارية على «فيسبوك» الذين اتخذوه وسيلتهم الأولى للدعاية لأنفسهم والترويج لحملاتهم الانتخابية. وكانت من بين الصفحات التي طالعتها «الحياة» صفحة رجل الأعمال سيف الإسلام شربتلي الذي صدّر قائمة معلوماته الأساسية جملة «مرشح لانتخابات مجالس الغرف التجارية» ما يبرهن أن «فيسبوك» يلعب دوراً مهماً في النتائج، ما أجبر عدداً من رجال وسيدات الأعمال على التنازل عن حقوقهم في فرض ولو جزء من خصوصية صفحاتهم الشخصية على الموقع المذكور، وجعل أبواب صفحاتهم مشرعة أمام الجميع حتى من غير أصدقائهم. وأبرزت صفحة الشربتلي إفادات المؤيدين له ولكن بنظرة سريعة على صفحة المرشح لانتخابات غرفة جدة لن تجد رداً ينتقده بل إن الردود كافة التي تنتقده يتم حذفها أو يتكفل بالرد عليها أعضاء آخرون منهم أصحاب «الأسماء المستعارة»، بينما يتم الإبقاء على الردود كافة التي تمجد وتبجل سيف الإسلام. ولا يبدو أن الشربتلي الوحيد الذي لجأ إلى «فيسبوك»، ولم يتح فرصة للمنتقدين، إذ عنونت سيدة الأعمال سوسن محمد شادلي لصفحتها بجوار اسمها مباشرة بجملة «مرشحة لانتخابات مجلس الغرف التجارية». ولم تكتف شادلي بذلك فحسب، فوضعت خطتها الانتخابية بعد سيرتها الذاتية مباشرة، وكتبت: «الهدف العام من عضويتي في مجلس إدارة غرفة جدة هو تنمية وتطوير المجتمع الاقتصادي في المدينة الساحلية بغية إبرازها كمركز عالمي للأعمال والخدمات والتأكيد على أنها البوابة التجارية والصناعية للسعودية». ويتضح من خلال حائط شادلي، السعي إلى وضع صورة مميزة عنها كما كتبت إحدى صديقاتها، «أتمنى أن أجد في مكة سوسن أخرى لتساعد خريجات التجارة». وبين هذين النموذجين وغيرهما من النماذج التي لجأت إلى «فيسبوك» في ظل الثورة المعلوماتية، يصبح من المؤكد أن الكثير من المرشحين لانتخابات مجالس الغرف استغنوا ولو جزئياً عن طواقم الحملات الانتخابية الكلاسيكية ليحل عوضاً عنهم طواقم حملة انتخابية على «الموقع الإلكتروني». ويبقى الانتظار هو سيد الموقف لما ستسفر عنه تلك الحملات الانتخابية الحديثة من تحولات جذرية في طريقة التعاطي مع الحملات الانتخابية في مقبل الأعوام التي يشير مراقبون إلى أنها ستصبح الأكثر فاعلية وجدوى في ظل مجتمع بات «فيسبوك» أحد معاوله الأساسية.